} رحل الكاتب الاسباني كاميلو خوسيه ثيلا الحائز جائزة نوبل للآداب اول من امس في مدريد عن عمر يناهز 85 عاماً. وبرحيله فقد الادب الاسباني احد اكبر رواده المعاصرين. وكان كاميلو خوسيه ثيلا ولد في 11 ايار مايو 1916 في قرية صغيرة في منطقة غاليسيا، من اب اسباني وام ايطالية - بريطانية. اعماله نابعة من اعماق اسبانيا وتستمد جذورها من السنوات القاسية التي تلت الحرب الاهلية 1936 - 1939. هنا قراءة في عالمه الروائي. لم يكتب كاميليو خوسيه ثيلا، بعد فوزه بجائزة نوبل في 1989 وكان له من العمر ثلاثة وسبعون عاماً، سوى رواية واحدة صدرت بعد عشر سنوات وعنوانها "غابة البقس". كان هذا الروائي الإسباني "العملاق" كما يقال فيه، يشعر انه كتب ما يجب ان يكتبه من روايات ومسرحيات وقصص ويوميات ومقالات وأبحاث لغوية بلغ مجموعها قرابة سبعين مجلّداً. وكان بيان الأكاديمية السويدية في أدبه خير شهادة عن حقيقة تجربته الكبيرة الموسومة ب"الغنى والقدرة التعبيرية اللذين يتميز بهما فنه النثري، مجسداً عبر حال من التعاطف المضبوط، رؤية مثيرة الى الكآبة الإنسانية". غير ان هذا الروائي الرائد لم يكن ربما يحتاج الى الجائزة ليروج أدبه عالمياً فهو كان تُرجم سابقاً الى لغات عدة ما عدا العربية التي ترجم إليها بعد الجائزة، وكانت رواياته تمثل الصورة المثلى للرواية الإسبانية المعاصرة والمرتبطة بتراثها الأصيل الذي كان بحسب ثيلا نفسه المهد الذي ولدت فيه الرواية في العالمية. وإن كان يصعب حصر تجربة ثيلا في نوع واحد او مدرسة واحدة او تيّار او ميدان نظراً الى اختباره أنواعاً شتى من الكتابة، فإن عالمه الروائي يصعب تصنيفه بدوره تبعاً لتعدد معالمه وأدواته أو تقنياته وأجوائه. فهو عالم يتفاوت بين المأساة والسخرية والحكاية او الخرافة والتضخيم والمسرحة والمشهدية، علاوة على تدرّجه بين الواقعية والتخييل، بين الالتزام والهجاء، بين الوصف والتعبيرية، بين الهم اللغوي والعفوية الحية. ولم يتردد بعض النقاد في التساؤل عن "إمكان" قيام مثل هذا العالم المتعددة الأساليب والأشكال والرؤى حتى أن البعض تساءل عن المفهوم الروائي الذي يسبغه ثيلا على روايات تتخطى مبادئ الفن الروائي. وكان على ثيلا ان يرد على تلك التساؤلات ذات مرة قائلاً: "الرواية هي كل ما يطبع في شكل كتاب ويسمح تحت العنوان وبين قوسين بكلمة: "رواية". وقد تكون هذه "الحيرة" التي تصيب القراء والنقاد الذين يتصدّون لأعماله المختلفة مرادفة ل"الحيرة" الأخرى التي تنتاب من يقرأ سيرته الحافلة بالتناقضات والمنعطفات الرهيبة. فهو الذي نشأ نشأة المتمرد على القيم الأولى التي تواجه المرء في مقتبل حياته لم يلبث ان انضم الى جهاز الرقابة كموظف خلال المرحلة الأولى للحكم الديكتاتوري او حكم فرانكو. لكنه لن يلبث ان يقع ضحية الرقابة نفسها التي منعت روايته "القفير" وفيها يهجو النظام الديكتاتوري الذي حوّل المجتمع المديني مجتمع مدريد الى "قفير" من النحل وهو ما ان يتوه حتى يعود الى عزلته الداخلية. وكان بعض الناشرين اصلاً رفضوا نشر روايته الأولى "عائلة باسكوال دوارتي" التي تحفل بالعنف والجنون. غير ان ثيلا لن يلبث ان يعيد قراءة الحرب الأهلية الإسبانية من موقع الضحية التي كانها هو نفسه بامتياز. هذا الكاتب المتمرد لن يتوانى ايضاً بدءاً من العام 1957 عن احتلال مقعد في الأكاديمية الملكية الإسبانية التي يعتبرها "عملاق" الأدب الهسباني. وراح من مرتبته الرسمية تلك يكيل المدائح للأدب الإسباني واللغة الإسبانية. وولعه باللغة دفعه الى وضع معجم طريف جداً عن اللغة الإسبانية سمّاه "المعجم السرّي" وفيه يلقن القارئ اسرار هذه اللغة ولكن بعيداً من الروح الأكاديمية بل مع شيء من الظرافة والفكاهة. وهذه النزعة اللغوية لديه دفعت الناقد كنوت اهنلوند الى القول عنها إنها "جددت اللغة وأحيتها كما فعلت القلة من ادباء عصرنا. فثيلا يندرج كلياً في عداد مبدعي اللغة الإسبانية من مثل: سيرفانتس، غونغورا، كيفيدو وغارثيا لوركا...". وايات وعالم روائي كان ثيلا في السادسة والعشرين عندما اصدر روايته الأولى "عائلة باسكوال دوارتي" في العام 1942. هذه الرواية ستكون نموذجاً لفن روائي جديد بل لتيار أدبي سمّي في اسبانيا ما بعد الحرب الأهلية "تريمنديسمو" اي التيار ذا النزعة الجنائزية والمرعبة وقد أعقب التيار الواقعي الذي كان ساد في مرحلة ما قبل الحرب. استهلّ ثيلا مساره الأدبي كشاعر عبر قصائد كتبها في الثالثة والعشرين من عمره وصدرت لاحقاً في العام 1945 في ديوان يتيم عنوانه: "واطئاً ضوء النهار القليل". وبدت هذه القصائد ذات طابع تشاؤمي وعبّرت بوضوح عن الظلمة الداخلية التي تتخبط فيها "روح" الشاعر الباحثة عن هويتها عبر مواجهة الاضطراب العميق الذي يشهده المجتمع والحياة معاً. لكن بدايته الحقيقية تمثلت في هذه الرواية النموذجية التي لم تكن مجرد رواية اولى بل كانت اشبه بالحدث الروائي حينذاك وظلت محافظة على فرادتها السردية حتى أضحت من الأعمال "الكلاسيكية" في الحركة الروائية الإسبانية والعالمية المعاصرة. وليس من قبيل الصدفة ان يرفض بعض الناشرين هذه الرواية خوفاً من الرقابة. فعندما عرض ثيلا على الناشر والروائي بيو باروخا ان ينشر روايته وأن يكتب مقدمة لها كان جوابه بعدما قرأ الرواية وأعجب بها: "إن كنت تريد ان تذهب الى السجن، ايها الشاب، فاذهب إليه وحدك، إنه يلائم عمرك". لكنّ الرقابة لم تصادر إلا بضع نسخ من الطبعة الثانية للرواية التي عرفت نجاحاً كبيراً. اعتمد ثيلا في روايته طريقة "المذكرات" أو "الأوراق الشخصية" التي كتبها "البطل" الرئيس المحكوم بالإعدام والذي تحمل الرواية اسمه: باسكال دوارتي، اضافة الى شهادات اخرى. هنا تنتحل الكتابة طابع التحدي من خلال شخصية الراوي - البطل الذي ينتظر الموت تعذيباً وإعداماً جزاءً على قتله احد كبار الملاّكين غداة اندلاع الحرب. وبغية تبرئة نفسه عبر ما يسميه "اعترافاً عاماً" يمعن باسكوال في سرد تفاصيل حياته كمزارع فقير، ارتكب جرائم عدة في قرية "استر مادورا" التي تتميز بشمسها الحادة. هكذا لا يبدو باسكوال كاتب "مذكرات" على غرار كتّاب السجون بل هو مجرد راوٍ يدافع عن نفسه عبر السرد: إنه القدر الذي دفع به الى أن يكون قاتلاً. بل هي "السلالة" التي تحدّر منها والبيئة المتخلفة التي نشأ فيها أفضتا به الى هذا الدرك من العنف والإجرام، هو الإنسان البسيط ذو المزاج المتقلّب. والده مهرب يتباهى بعدم كونه امّياً ولا يخفي ضعفه وخساسته وخصوصاً حيال "الخيارات" الكبيرة. والدته امرأة قبيحة، قذرة وأمّية ومدمنة تقتل زوجها خنقاً محتجزة إياه داخل خزانة. أما أخته "روزاريد" ففتاة سارقة تهرب بما توافر من مدخرات العائلة لتصبح فتاة هوى في البلدة المجاورة ثم عشيقة احد الشبان الداعرين. السعادة اليتيمة التي عرفها باسكوال كانت خلال سفره القصير بُعيد زواجه من "لولا"، الفتاة التي كان اغتصبها في المقبرة، فوق مدفن شقيقها الصغير "ماريو" الذي كان مات للحين. ولدى عودتهما تسقط "لولا" عن الحصان ويموت الطفل الذي كانت تحمله في احشائها. يقتل "باسكوال" الحصان الذي يصفه ب"المذنب" بضربات خنجره... هكذا تبدو حياة "باسكوال" سلسلة من المآسي الجهنمية. وفي غمرة تلك المآسي لن يستطيع البقاء في قريته وخصوصاً بعد موت وليده الثاني وتفاقم جنون زوجته وتزايد ضغينة والدته. يهرب "باسكوال" لينسى ماضيه وواقعه فيتوه ويتشرّد في العالم الريفي الرحب. وعندما يعود الى "البيت" فإنما ليشهد موت زوجته "لولا" التي تعترف له بخيانتها إياه مع "الي ايستيراو". الشرف المدنّس في معناه الإسباني يدفع "باسكوال" الى قتل غريمه بجنون. يدخل السجن ثم يخرج بعد ثلاثة اعوام نظراً الى سلوكه الجيد وراء القضبان. لكن المآسي لن تنتهي هنا. فالعودة الى جو البيت الذي تكدّره الأم "الشريرة" ستعيد الى "باسكوال" حال الاضطراب. ولن يحول زواجه الثاني من "اسبرنسا" اللطيفة والهادئة دون التخطيط لارتكاب جريمة كبيرة: قتل الأم. هذه الأم كان "باسكوال" قتلها اكثر من مرة في لاوعيه عبر تحقيرها وكرهها. ولعل مشهد قتل الأم الذي يصوّره ثيلا عبر شخصية البطل - الكاتب هو من اجمل المشاهد وأشدها مأسوية. مشهد يجمع بين الفعل الواقعي والهجس الكابوسي. فحين يقدم "باسكوال" على طعن والدته النائمة في سريرها، متردداً بين القتل والهرب تحل يقظة الأم المفاجئة كلحظة قدرية حاسمة تدفع الابن الى قتلها طعناً. على أن المشاهد المأسوية والعنيفة لن تنتهي هنا بل ستتواصل ما دام "باسكوال" يروي منتظراً لحظة تعذيبه وإعدامه. بدا ثيلا في باكورته الروائية هذه "راوياً" بامتياز. وفنّه السردي الساحر والباهر يتجلى في هذا الاقتضاب الوصفي داخل نسيج من النثر الروائي الخالي من اي غنائية او انثيال ولكن المفعم بالصور المتتالية او المتواصلة بصرياً. وإن أدرج بعض النقاد رواية "عائلة باسكال دوارتي" في سياق الأدب العبثي تبعاً لصدورها في العام الذي صدرت فيه رواية "الغريب" للكاتب الفرنسي ألبير كامو فهي تحافظ على إرثها الإسباني وجذورها الضاربة في ارض الأدب الهسباني بدءاً بسرفنتس وانتهاء بلوركا. فالبطل - القاتل نفسه هو صورة "بارودية" عن دون كيشوت مشفوعة بالطابع المأسوي الذي يسم الأعمال الدرامية الكبيرة. الرواية الأخرى التي اثارت حفيظة الرقابة ومنعت في اسبانيا ولم تصدر طبعتها الأولى إلا في الأرجنتين في العام 1951 هي رواية "القفير". إنها باختصار رواية مدريد العام 1942، اي مدريد "الفرنكوية" التي يتحاذى فيها بعد ثلاثة اعوام من نهاية الحرب الأهلية "المنتصرون" و"المهزومون" ولكن كضحايا يعانون المرارة نفسها. فهؤلاء، مسحوقين تحت وطأة الديكتاتورية، يشعرون انهم فقدوا الحرية ولذة العيش وحتى الأمل الذي طالما منّى "المنتصرون" نفسهم به، الأمل بالتغيير الاجتماعي والسياسي. ولم يختر ثيلا عنوان "القفير" إلا ليشبّه هؤلاء المنتصرين والمهزومين بالنحل الذي يتطاير ثم يعود الى عزلته داخل القفير. هكذا تبدو الشخصيات تعيش حالاً من الوحدة والكآبة في بلاد اضحت "بلاد الكبرياء". إنه المقهى أو "القفير" في معناه المجازي حيثما لا أبطال حتى وإن برز مارتين ماركو "المثقف" ودونا روزا صاحبة المقهى اكثر من الشخصيات الأخرى خلال ما يشبه "الاستعراض الكابوسي". على أن بعض هذه الشخصيات التي تطل وتختفي تبدو على قدر من الأهمية: جوليتا المثيرة، خوليو غارسيا "حارس السلام"، أو "سيون" الموسيقي. "سيون انسان يؤثر ألاّ يفكر، وما يريده، هو، ان تمضي الأيام في اقصى السرعة، أسرع ما يمكن وألاّ يجري الكلام عنها". ولكن الأبطال الحقيقيين إنما يكمنون وراء هذه الشخصيات - الأطياف التي تهيم في مجتمع روّضته الديكتاتورية: السأم، الخوف، القلق، اليأس والجنس كمهرب او ملاذ. هذه الشخصيات "المجرّدة" هي التي تحرك الشخصيات الحقيقية. تبدو رواية "القفير" مختلفة تماماً عن رواية "عائلة باسكوال دوارتي". فغياب الشخصية الرئيسة هنا ينم عن غياب ما يسمي "العقدة المركزية". فما من صلات مباشرة تجمع بين هذه المشاهد المتعددة من "حياة" مدريد خلال الحرب العالمية الثانية. علماً أن "عقداً كثيرة تظهر في الرواية ولكنها "عقد" عاطفية لا تجد من "حلّ"، فالحل في مثل هذه الأحوال مستحيل تماماً. هاجس الحرب الأهلية إلا ان الحرب الأهلية الإسبانية ستظل هاجساً في حياة ثيلا أو في طويّته. فهو ما ان يتناساها حتى يعود إليها. ولعل روايته "سان كاميلو 1936" الصادرة في العام 1969 تمثل اجمل عودة الى اجواء تلك الحرب الشائكة. لكنّه عبر عودته هذه سيعمد الى "تبديد ضلال" الإيديولوجيات التي كانت في حال من المواجهة خلال الحرب الأهلية التي اندلعت في 18 تموز يوليو 1936 وتحديداً في يوم عيد القديس كاميو وكان ثيلا في العشرين من عمره، وأسفرت عن "مليون قتيل". كانت بطولة المقاتلين الجمهوريين اثارت في اسبانيا وخارجها حماسة عدد من الروائيين: اندريه مالرو في روايته "الأمل"، آرنست همنغواي في روايته "لمن تقرع الأجراس" وسواهما. ثيلا لن يسلك مسلك هؤلاء الروائيين، فهو الذي كان شاهداً على الحرب والذي لا يشك ابداً ببطولات الجمهوريين أدرك ان هذه الحرب لم تخلُ من "الدمى المتحركة" اي من احوال التقلّب والتململ والجبن والقتل والدموية... هكذا سعى ثيلا في روايته هذه الى الكشف عن المشاعر الحقيقية التي خالجت مواطني مدريد في تلك الأوقات القاتمة، سواء كانوا من قاطني الأحياء الصغيرة أو من أرستقراطيي القصور، من العمال او من رجال الدين... شاء ثيلا ان يقول في روايته هذه ان مجتمعاً يغوص منذ عصور في محرّماته وفي التعصب والانحياز لا يمكنه ان يتحرر عبر الفعل البطولي بل هو على العكس يستسلم للخوف والقلق واليأس. حتى الكاتب ينظر الى نفسه في سنوات اليفاع نظرة "الجبان" و"البائس ذي الأفكار الخلاصية التي لا تؤدي الى مكان". وعلى طريقته الساخرة والهازئة يخاطب نفسه مراهقاً قائلاً: "أفكارك تهرب كالضفادع، تقفز في كل الجهات لتدعك فجأة خاوي الرأس...". في العام 1973 يفاجئ ثيلا قراءه برواية غريبة سمّاها "جنّاز الظلمات". ويوضح في احدى الحواشي: "واقعياً، هذا الكتاب ليس رواية بل هو فعل تطهير لقلبي". يعالج ثيلا في هذه الرواية احد موضوعاته الأثيرة: الإنسان وحيداً ومهزوماً امام "وحشية" الموت وعبثيته. يصبح الإنسان هنا، واعياً أو لا واعياً، اشبه بالكاهن الذي يحتفي بطقس او قداس جنائزي كئيب، عبر مواقفه، بل عبر حوافزه الداخلية، وتعابيره وعبر علاقته بجسده او بالجنس لينتهي الى حال من الانقطاع عن النظام الاجتماعي القائم. اما رواية "لحن ماثوركا على ميتين" التي صدرت في العام 1983 فهي تدور حول الحادثتين التاريخيتين: القتل والثأر. ومن هاتين الحادثتين ينطلق ثيلا لينسج روايته القائمة على تقنية "التقطيع". فالفصول هي عبارة عن لوحات تتوالى وتتعدد وتختلف ناقلة تفاصيل حياة يعيشها اشخاص متناقضون. ولعل أجمل ما يمكن ان يختتم به الكلام عن عالم ثيلا ما كتبه الناقد الفرنسي كلود كوفون قائلاً: "كتاباً تلو آخر، بنى ثيلا، عبر إلقائه وساوسه وهواجسه ممزوجة بشراسة السخرية السوداء، بنى عالماً روائياً تقيم قسوته الساحرة نية خالقه: فضح اوهام التاريخ والأسطورة، تأنيب المحرّمات والممنوعات التي تشل البلاد. ثيلا... بالعربية عائلة باسكوال دوارتي ترجمة حامد أبو أحمد، دار الهلال، القاهرة 1989. رحلة الى القرية ترجمة محمد أبو العطا، دار سعاد الصباح، القاهرة 1993. طرق ضالة، وخلية النحل ترجمة سليمان العطار، دار سعاد الصباح، 1992. عائلة باسكوال دوارتي ترجمة رفعت عطية، دار المدى، دمشق - سلسلة نوبل. لحن ماثوركا على ميتين ترجمة علي أشقر، دار المدى - سلسلة نوبل. سحب عابرة ترجمة علي أشقر، دار المدى، سلسلة نوبل.