في العمل الإداري الهلالي لا مكان للضجيج، والهدوء هو سيد الموقف في أغلب الأحوال. يحدث ذلك في كثير من الأمور التي تخص النادي، منها تعاقداته مع اللاعبين المحليين والأجانب. والهدوء الهلالي ليس سمة العمل اليوم، بل هو طبيعة هذا النادي منذ القديم، وإن حدث خلاف ذلك في بعض المواقف؛ فهم في الهلال يؤمنون تمامًا بأن الضجيج لن يحقق شيئًا، وأن العمل هو من أوصل الفريق الكروي في النادي إلى الرقم (60) سابقًا غيره بمراحل طويلة، حتى أن من الصعوبة أن يقال اليوم إن هناك من ينافس الهلال داخل الميدان. ودعك هنا مما يحدث في الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي التي تحاول فرض منافسين وتقديمهم أنهم والهلال فرسا رهان، وهو أمر تكذبه الأرقام على مّر الزمان. الهدوء الهلالي مطلب بالتأكيد، وإن لم يعجب البعض، فماذا حقق الضجيج لغيره؟ لكن هذا الهدوء قد يتجاوز حدوده في البعض مما يسبب قلقًا متواترًا لدى محبي النادي الذين يصبحون بين شد وجذب، فلا يعلمون هل هو هدوء يسبق العاصفة، أم هدوء يشي بأن الأمور ليست على ما يريده المدرج، وحتى تتضح الصورة يكون الترقب الممزوج بالقلق سيد الموقف. بعد موسم حافل، حقق فيه الهلال كل ما يمكن؛ فقد فاز باللقب القاري، ثم بكأس الأمير محمد بن سلمان، وأُبعد عنوة عن النسخة الحالية من دوري أبطال آسيا، وينتظر الفريق استحقاقات جديدة، وموسم ينتظر أن يحافظ فيه على مكتسباته، عاد الهدوء الهلالي للواجهة، وبات المشجع الهلالي في حيرة من أمره، هل تعمل الإدارة فعلاً على تعزيز قوى الفريق، وإتمام تعاقدات محلية وأجنبية - وبالذات الأخيرة - تصنع الفارق في الفريق، وتعزز قواه، وترتق بعض المشاكل الفنية فيه، أم إنها خلاف ذلك، وإن المشجع يجب أن لا ينتظر أي مفاجآت خاصة فيما يتعلق ببديل إدواردو الذي انتهت علاقته بالفريق، وخربين الذي ترجح الأخبار رحيله هو الآخر؟ قلت هنا في 17 سبتمبر الماضي: «إن القارئ للأسماء المسجلة في الفريق، سواء من المحليين أو الأجانب، يدرك أن هناك لاعبين لم يعد لهم أي تأثير فني حقيقي، وأن المدرب نادرًا ما يستفيد منهم، وأن الهلال بحاجة لتعزيز وإحلال في عدد من المراكز، والهلاليون يعرفونها جيدًا، وكثير منهم يضع يده على قلبه خشية إيقاف لاعب معين أو إصابة آخر؛ لأن الفريق لا يملك البديل المثالي له، وأن الفريق الآسيوي الأول نادرا ما يستفيد من جميع الأسماء الأجنبية المتاحة له؛ لأن بعضها لم يصل لحد الإقناع!!». لم يتبقَّ الكثير على انطلاقة الموسم الرياضي الجديد، والصمت الهلالي يثير القلق لدى الهلاليين، خاصة أن فريقهم يحتاج بالفعل إلى التعزيز في عدد من المراكز، فلا يعني تحقيق البطولات أن الفريق قد وصل إلى درجة الكمال، ثم مَن يضمن الظروف أيضًا؟ فربما تظهر احتياجات أخرى، وعندها لن يفيد الحديث عن الماضي، ويفترض بنا أننا فعلنا كذا وقمنا بكذا. ينتظر الهلاليون.. والإجابة عند الإدارة فقط!