نحتفل هذا العام بالذكرى ال 90 بتأسيس المملكة العربية السعودية، في ظروف استثنائية، في ظل ما يمر به العالم والمملكة من مواجهة جائحة انتشار فيروس كورونا المستجد (COVID-19)، وقد أثارت المملكة إعجاب العالم بالتعامل مع الجائحة بنجاح كبير، من خلال توجيه القيادة الرشيدة، والإمكانات الهائلة التي سخرتها الدولة لاحتواء الجائحة، كما نحتفل أيضاً والمملكة تحقق نمواً اقتصادياً واجتماعياً مستداماً رسخت فيه مكانتها العالمية، وهي تترأس مجموعة العشرين باقتدار. 90 عاماً مضت على تأسيس المملكة العربية السعودية على يد المغفور له الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، تخللتها حكايات من البطولات والتضحيات والإنجازات الكبيرة المتلاحقة، التي عززت من مكانتها الدولية في شتى المجالات. لم تكن مسيرة النهضة لتتحقق بدون فضل الله وتوفيقه، ثم أن وراءها فكراً مستنيراً وجهداً مضنياً منذ عهد المؤسس -رحمه الله- حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله. تطورنا -ولله الحمد- في كل شيء، وفي مجال الكهرباء، بعد أن كانت بيوتنا وشوارعنا تضاء بالفوانيس، ثم بمولدات بسيطة في بعض المدن، لكن الهمة العالية والطموح اللامحدود للملك المؤسس -رحمه الله- لم يصبر على ذلك طويلاً، وسرعان ما استقطب الخبرات وجمع العقول والأموال لتبدأ رحلة الضوء في بلد أشبه ما يكون بقارة، واليوم تضيء الكهرباء أكثر من 13 ألف مدينة وقرية وهجرة وتجمع سكني، لأكثر من 9.8 مليون مشترك. 90 عاماً هي عمر قصير في مقياس تقدم الحضارات والأمم والشعوب، لم نختصرها فحسب، ولكننا سبقنا بها الزمن نحو المستقبل، ولا يخفى على أي متابع منصف، أننا بالفعل نعيش في زمن رؤية المملكة 2030 ليس حلماً، وإنما واقع قرأناه وطبقناه قبل أن يصل بنا الزمن إليه، وكل هذا لم يكن ليتحقق لولا فضل الله وتوفيقه، ثم الرؤية الحكيمة من لدن خادم الحرمين الشريفين، ومهندس الرؤية ولي عهده الأمين -حفظهما الله. أدام الله على بلدنا الكريم عزه وأمنه وأمانه في ظل القيادة الحكيمة لحكومتنا الرشيدة. ** ** د. خالد بن صالح السلطان - رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للكهرباء