استخدام الضجَّة للقضاء على الضجَّة، قاعدة علمية توصَّل لها العلماء في جامعة (نانياتغ) لأبحاثهم التكنولوجية المطبقة في هونج كونج وسنغافورة مؤخراً، بهدف القضاء على الأصوات المزعجة القادمة للشقق والمنازل من الخارج كأصوات السيارات والقطارات والشارع ونباح الكلاب وغيرها، ثقافتنا الشعبية سبقت هؤلاء العلماء -بسنوات طويلة- بأمثال وقواعد شعبية مشابهة على طريقة (انطح الصوت بالصوت تسلم)، (قابل الصياح بالصياح تنجى)، فمهما اختلفت العبارات والألفاظ الدالة يبقى المعنى واحد (قابل الصوت بالصوت) للخلاص من تأثيره حتى لو كنت مُخطئاً، فكيف هو الحال إذا كنت صاحب حق وكلامك حق، وهناك من يتعدى ويتجنى عليك بالصوت والصراخ الكاذب والباطل؟. قدرنا في هذه الحياة أن نتعرض (لظواهر صوتية) من حولنا تعتقد أنَّ من حقها أن تتعدى، وتتجنى، وتكذب، وتُدلس، وتخادع، وتضلِّل، دون أن يكون لنا حق (رد الكلام بالكلام) أو (مقابلة الحكي بالحكي) على أقل تقدير لدحض الباطل وتبيان الحق، هؤلاء تعوَّدوا على صمتنا وتحملنا وترفعنا عن ساقط الكَلِم سنين طويلة، خرج فيها من بين صفوفهم (ناكرو جميل) قابلوا الإحسان بالإساءة، والعطاء بالجحود والنكران و-مازال بعضهم كذلك- فهل سيفهم كل من يسمع أصواتهم بأنَّهم كاذبون مدلسون؟ وأن صمتنا منبعه ومرجعه قوة وثبات وصدق وحسن عمل؟ أمَّ أنَّ (جيل اليوم) يحتاج إلى سماع صوت يردف كل عمل صادق؟. صوت الحق والعقل يدحض الباطل، ويزيل أي غبش أصاب العيون، ويُسقط تجار القضايا في ساحات الكذب والدجل، تماماً مثلما تعودنا على أنَّ العمل والإخلاص والإنجاز يتم (دون ضجيج) عادة. وعلى دروب الخير نلتقي