حذّر سماحة المفتي العام ، رئيس هيئة كبار العلماء ، ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من الكذابين والمنافقين والمدلسين والغشاشين ومزوّري العقود , وشهداء الزّور ، والمتلاعبين بالاسعار , الذين يخونون الله ورسوله ويخونون اوطانهم ويتلاعبون باقوات الناس ويخفون مواصفات السلع ويدارون عيوبها ، وطالب المفتي العام بالصدق والوفاء بالعهود والمواثيق والشفافية في البيع والشراء ، واظهار المواصفات الحقة للسلع والمنتجات ، لان الصدق هو المنجاة للناس في الدنيا والاخرة ، اما الكذب والغش والخداع فيكون وبالاً على صاحبه في الدنيا والاخرة. جاء ذلك في خطبة الجمعة التي القاها المفتي العام في الجامع الكبير بمنطقة قصر الحكم في وسط الرياض ، وخصصها للحديث عن خطورة آفة الكذب على الفرد والمجتمع ، وعلى الدين والخلق والاقتصاد والشأن الاجتماعي ، وقال سماحته : إن الكذب مفتاح النفاق ومميت القلوب , وزيادة في النفاق ، ويحوّل حياة الكاذب الى نفاق ، اما الصدق فهو أمن وطمأنينة واستقرار ، وفي ظل الكذب يكون سوقا رائجة لدى البعض يغشون به ويدلسون وينافقون ,من ارذل الناس لتسويق سلعهم بها , وهذا فيه محق للبركة ، لان المروّجين للكذب والواقعين فيه يحرمون ما أحله الله , ويغشون به الناس. واستعرض المفتي العام نماذج من الكذب في مجالات متعددة ، فهناك من يبتغون بالعبادة الرياء والمظهر والسمعة لابتغاء مرضاة الله ، ومن يخالفون الوعود وينكثون في العقود بالكذب المحرم ، فالبائع الذي يكذب في بيعه ويخفي عيوب سلعته على المشتري ، ويغطي عيوبها ، يقع في المحرم ، وهناك من بعض رجال الصناعة من يكذبون في مواصفات منتجات بضائعهم ومنتجاتهم التي يصنعونها ،وينقصون من مواصفاتها ويخرجون السلع منتقصة المواصفات ، وهي غير مكتملة المواصفات ، كذب الخاطب على اهل خطيبته فيدعي انه صاحب مستوى اجتماعي ومنصب وجاه ويدعي لنفسه مكانة اجتماعية وربما يقدم وثائق مزورة ليضلل بها أهل خطيبته ، وايضا كذب الاباء والامهات على ابنائهم وبناتهم ولا يصدقون في التعامل ، ومن الاباء من يفرقون بين الابناء في الحقوق والمواريث.