ترتبط «الإبل»، في المملكة ارتباطاً وثيقاً منذ الأزل، حيث كانت تعد وسيلة النقل الوحيدة في حل راكبيها وترحالهم آنذاك، وامتد هذا الارتباط إلى وقتنا الحالي، حيث تسعى المملكة دائماً إلى الحفاظ على الموروث من خلال الجهود التي تبذلها بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء المشرف العام على نادي الإبل الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، للاهتمام بالإبل والمحافظة عليها، وإبراز أصالة موروث الإبل على الصعيد الدولي، حيث يعد نادي الإبل، من الأندية الأوائل المتخصصة في رعاية الإبل ومهتمّيها. لم تتأخر المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن (طيب الله ثراه) عن دعم الموروث العربي، الذي يتميز به سكان الجزيرة العربية، وما إعلان الأمر الملكي عن إنشاء نادي الإبل الاّ امتداد للعناية بالموروث الشعبي ودعمه وتطويره لما يتناسب مع الوقت الحالي، ويزيد من الإقبال والتمسك به والمحافظة عليه. وصدور قرار مجلس الوزراء بالموافقة على تنظيم فعاليات جائزة الملك عبدالعزيز لمزايين الإبل والفعاليات المصاحبة له وفق قواعد وضوابط تراعي الجوانب الصحية والأمنية والثقافية، وصدر الأمر بتولي دارة الملك عبدالعزيز الإشراف والتنظيم للمهرجان تحت إشراف ومتابعة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ما هو إلاّ دليل واضح على اهتمام القيادة بالإبل وموروثها، وفاء للإبل واصحابها، ولتحقيق مستهدفات رؤية 2030. رئيس مجلس إدارة نادي الإبل،فهد بن فلاح بن حثلين، تحدث في تصريحات صحفية قائلاً: إن نادي الإبل تاريخٌ عريقٌ ومجدٌ خالد للإنسان العربي والسعودي بشكل خاص، والاهتمام بها بحد ذاته اهتمام بالإنسان، لأنها تاريخه وقوّته وعزّته, يتنقل على ظهورها ويقتات حليبها ولحومها، ويكتسي من وبرها وجلودها طيلة عقود مضت في أرجاء الوطن العربي. وأضاف ابن حثلين، باتَ مهرجانُ الملك عبدالعزيز للإبل وِجهةً لكل الملاك داخلَ حدودِ وطننا الحبيب، بل تعداه ليجمع أشقاءَنا في الخليجِ والوطنِ العربي، وطموحاتُنا تتعالى، ليكون هذا التجمعُ الكبيرُ مَقْصداً لكلِّ المهتمين بهذا الموروثِ التاريخيّ في جميعِ أنحاءِ العالم. من جانب آخر، تقوم «المنظمة الدولية للإبل»، بجهود كبيرة في إطار سعيها إلى تعزيز أنشطة الإبل عالمياً، والمساهمة في الحوار والتفاهم بين الثقافات المختلفة، وتعزيز السلوكيات الإيجابية، ومساهمة الإبل في الإنجازات التنموية، ونشر رسالة أمن وسلام ومحبة بين جميع دول العالم، ونشر ممارسة أنشطة الإبل دون تمييز بين الأجيال، وذلك بهدف نشر القيم الإنسانية وتعزيز السلام العالمي وزيادة التقارب بين الشعوب وتعزيز رؤية المنظمة ورسالتها. وأطلقت المنظمة عديدًا من المبادرات العالمية خلال الفترة الماضية آخرها البرنامج الدولي «عبر الإبل»، الذي يهتم بنشر أنشطة الإبل وإرثها التاريخي، ومبادرة «سفراء المنظمة الدولية للإبل» التي تسعى إلى جذب شخصيات عالمية عامة في مختلف مجالات الحياة للتعاون مع المنظمة في نشر الموروث الثقافي للإبل. وفي هذا الاتجاه، أكد شيخ سوق الطوقي عوض العفيش ل»الجزيرة»، أن نادي الإبل أحدث نقلة اقتصادية داخل السوق وخارجه، وأضاف بأن عدد الحظائر في السوق بلغت الآن 2500 حظيرة وجميعها مؤجرة، ونوه بأن حجم مبيعات سوق الطوقي اليومية تتجاوز مليون ريال، وهذا لم يأت إلا بسبب دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وحرص رئيس نادي الإبل برئاسة فهد بن فلاح بن حثلين. بدوره تحدث بدر الجش أحد المهتمين في الإبل، نادي الإبل صنع من هذا الموروث الشعبي مهرجاناً سياحياً يستمر أربعة أشهر من كل سنة، حتى أصبح يزوره من كل دول الخليج. وأضاف، يعمل النادي الآن على أن يصبح مهرجاناً عالمياً يزوره المهتمين من جميع دول العالم.