هذا العنوان يذكرني بعنوان سبق أن كتبته في هذه الصحيفة منذ فترة يقول: (إنهم يهدمون) والحقيقة أن حقوق العنوان محفوظة لمدير تحرير الشؤون الرياضية بهذه الصحيفة الأستاذ محمد العبدي الذي استقيت منه ذلك من خلال عنوانه الشهير والمثيرآنذاك (إنهم يشربون). أعود للموضوع حيث فاجأنا البرنامج الرياضي المميز الذي يقدمه الإعلامي اللامع وليد الفراج بخبر عجيب وغريب ومريب حيث ذكر أن إدارة نادي الاتحاد تقدمت بشكوى رسمية ضد المشرف العام على كرة القدم بنادي النصر بسبب قيامه بمفاوضة اثنين من أهم نجوم نادي الاتحاد أثناء المباراة الأخيرة التي أقيمت بين الفريقين ضمن دوري الأمير محمد بن سلمان، وإذا صحت هذه الأخبار فإن الوضع الرياضي هنا لا يبشر بخير، فوجود مثل هذه الممارسات غير المسؤولة التي أقل ما يقال عنها إنها استهتار وعبث بأنظمة وقوانين الاحتراف التي يعرفها كل منتم لتلك الأندية، والأدهى والأمر أن ذلك قد تم في ظل ظروف صعبة يمر بها نادي الاتحاد حيث لم يبق له سوى مباراة واحدة مصيرية وهي التي ستحدد بقاءه في الدوري الممتاز أو هبوطه -لا سمح الله- وبدون شك فما تم بين مشرف الكرة النصراوي واللاعبين الاتحاديين (إن صحت الرواية) سيكون له أثر سلبي على عطاء اللاعبين وسينعكس على أدائهما في المباراة القادمة، وسيشغل تفكيرهما قبل تلك المباراة، وهنا نقول: إنه لابد من وقفة حازمة وتحقيق شامل تجاه ما حصل، فالأمر يتعلق بمصير ناد من أعرق الأندية السعودية ومن أكثرها شعبية وليس من المقبول أن يتعرض لمثل هذا العبث وهو العريق بتاريخه وبطولاته المحلية والخارجية التي شرفت المملكة في المحافل الدولية، الكل مع التنافس الشريف في كل ما من شأنه رفعة الكرة السعودية وتقدمها عن طريق الأندية، وذلك في استقطاب اللاعبين محلياً وخارجياً، ولكن لا بد أن يتم ذلك من خلال القنوات المعتبرة حسب الأنظمة والقوانين والدخول من الأبواب المفتوحة وليس الالتفاف بالطرق الملتوية ولكن يبدو أن هوس البطولة الآسيوية قد سيطر على عقول بعضهم وجعلهم يتصرفون بلا ضابط ولا رابط وظنوا أنهم بالمال وحده يستطيعون تجيير كل الظروف وتذليل كل العقبات في سبيل عبور هذا المعترك الآسيوي، لذا فلا بد من وقفه حازمة تكون رادعاً لكل من تسول له نفسه العبث بالأنظمة والقوانين الرياضية المعمول بها دولياً فنحن جزء من هذه المنظومة. ** **