في ملف عربي جديد تنشره «الثقافية» قريبًا، للاحتفاء بعدد من الأدباء والرموز النقاد والمبدعين .. كتبه زوجاتهم، مشفوعًا برسائل بناتهم، من مصر والسودان وليبيا والأردن والكويت والسعودية، كما يصحب الملف مقالات عدة لنقاد وكتاب متخصصين في مجالات الدراسات والبحوث النفسية والاجتماعية والنقدية.. أما أدباؤنا العرب (المحتفى بهم في الملف) فلن نعلن عنهم هذا العدد ولن نكشف عن رسائل زوجاتهم وبناتهم! لكنّا سنشير بإيجاز للمقالات المشفوعة التي تكرم أصحابها (أ.د. خالد الرديعان، د. أيمن أبو مصطفى، د. سلطانة الرويلي، د. عبدالله الطيب، د. حسن مشهور، أ. سهام القحطاني)، إذ كتب الناقد الدكتور حسن مشهور «نعم قد يصرخ آدم منها وربما ترتفع عقيرته بالشكوى من صنيعها، وأحيانًا قد يستمطر عليها اللعنات، لكن ما أن تحل عليه هدأة الغضب وتذهب عنه شياطين الجن والإنس، ويخلو لذاته وعقله الفاعل، إلا ونجده قد حن لها وأضحى يتمنى حضورها الآني. فهي من لن يكتمل بهاء الحياة إلا بحضورها، ومن لن تكون للحظة لذة وجود إلا بها فهي الحبيبة وهي الزوجة الشريكة وهي فوق ذلك من تدفعك للأمام في مدارات التميز ومجالات النجاح، في حين تكتفي بالجلوس في ركن قصي تدعو الرب لك كي يحقق لك أمانيك الخيرة ويحول أحلامك الدنيوية إلى واقع إجرائي ملموس ...» وكتب الدكتور خالد الرديعان «في الحديث عن زوجات الأدباء والمفكرين لا أدري لماذا تذكرت حكاية المفكر اليساري وعالم الاجتماع الفرنسي لويس التوسير (1918-1990) الذي طلبت منه زوجته في إحدى المرات وهو في حالة اكتئاب شديد دهن رقبتها بسبب تصلب كانت تعاني منه، فما كان منه إلا أن قام بالمهمة، لكنه ودونما سبب واضح ضغط وبفظاظة على رقبتها الرقيقة لتموت في الحال ليخرج من شقته وهو يهذي «قتلتها.. قتلتها.. ما يذكرنا بعبارة آرخميدس الشهيرة «وجدتها وجدتها» عند اكتشافه قانون الطفو المعروف والذي فحواه أن الماء المنزاح من خارج المغطس يعادل في حجمه حجم الجسم المغموس في المغطس! ...» وسلط الضوء أستاذة فلسفة التاريخ والحضارة الدكتورة سلطانة الرويلي على هذا الدور في مقال تحت عنوان: المرأة مدونة الأدباء والمفكرين» جاء فيه «وهكذا كانت الأنثى في صف كل رجل، حتى قيل «وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة». وتختلف النماذج في رسم صورة المرأة في حياة الرجل الأديب، فنجد الأنثى عند (تيد هيوز) شاعر بلاط المملكة المتحدة المتزوج من الشاعرة الملهمة سليفيا بلاث، على الرغم من الشكوك التي نالت هيوز جراء حادثة انتحار بلاث، إلا أن الثانيّة حققت أثرًا أدبيًا نسويًا منقطع النظير، يعكس أثر العلاقة الثنائية مع الرجل...» وتحت عنوان «المرأة صنو الرجل» كتب الناقد الدكتور أيمن أبو مصطفى «المرأة صنو الرجل، كلمة لا يمكن أن تكون مجرد شعار، وإنما هي عقيدة راسخة في نفس كل مسلم يقرأ ويتدبر كتاب الله تعالى، فالتكليف للمرأة وللرجل على حد سواء، ولها حقوق وعليها واجبات بينتها الشريعة الإسلامية، وقد سُميت سورة باسم النساء، وهي إحدى السور المدينة الطوال، وسميت بالنساء لكثرة ما ورد فيها من أحكام تتعلق بهن...» وسلّطت الكاتبة «سهام القحطاني» الضوء على بلقيس زوجة الشاعر السوري نزار قباني، في مقال حمل عنوان «بلقيس الزوجة التي صنعت مجد شاعر» جاء منها « في حياة كل مبدع امرأة تمنحه الإلهام والمساندة ورمزية الخيال، ترافقه تجربة إبداعه، امرأة تتقاسم معه ملح الألم وسكر الفرح وكعكة الإنجاز، امرأة يظل يتشبث بذراعها ليعبر من خلالها وبها فضاءات الوحي الإبداعي...» وكتب الروائي والمترجم الدكتور «عبدالله الطيب» في عام 1995، قالت ديانا أميرة ويلز، لبي بي سي نيوز: «كان هناك ثلاثة منّا في هذا الزواج، لذا فقد كان مزدحماً قليلا.» في حالة زوجات الأدباء، يبدو الأمر مماثلاً إلى حد ما، حيث يركز الأزواج على أدبهم وكتاباتهم أكثر من زوجاتهم وأسرهم. من هنا، يبدو من الواجب على زوجات الأدباء تقديم مواهب أزواجهن على احتياجاتهن الخاصة، فوجود زوجة متفهمة لحاجة زوجها للكتابة بكل طقوسها المختلفة، مثل الكتابة في أوقات متأخرة من الليل، هو أمر مهم لنجاح الكاتب. ربما يتعين على الزوجة أن تتعايش مع فكرة وجود زوجها بالقرب منها جسديا، بينما عقله وروحه يحلقان في عالم آخر. وقبل كل شيء، عليها أن تؤمن بزوجها ككاتب، فالكاتب، كما هو مشهور، مستعد للتضحية بأي شيء، حتى زوجته، في سبيل الكتابة. والأمر ذاته في حال كانت الزوجة هي الأديبة...» .