قبل أن يستلم فهد بن سعد بن نافل مهام رئاسة مجلس إدارة نادي الهلال، كان لي شرف التواصل معه، وتحدثت معه كثيراً، وفي كل مرة أتواصل معه يخجلني ب«احترامه» و»أخلاقه» العالية، وتقديره للإعلام والصحافة، ولكنه كان بكل «أدب» يعتذر عن الإدلاء بأي تصريح. في إحدى المرات جمعتني به مكالمة مطولة، اكتشفت من خلالها «شخصية» الرئيس الهلالي القادم، وحينها كتبت («فهد بن نافل يشابه في عمله الإداري إلى حد كبير نواف بن سعد! بالأمس قال لي: لم أصبح رئيساً للهلال حتى الآن وحينما أكون رئيساً فاهتمامي سيكون منصبا على العمل دون الإعلام فأنا جئت للعمل وليس للظهور الإعلامي.. مثل هذه الشخصية لا يحبه الإعلام ولكنه سينتصر»)، وقتها وجدت ردوداً غير جيدة وصفتني ب«المطبل» تلك الصفة التي لا أحبذ ذكرها، ولكن نفس الأشخاص عادوا ليقولوا نفس الكلام الذي قلته بل وأكثر، وذلك بعد أن تيقنوا بأن واقع ابن نافل يستحق كل ما ذُكر عنه. الرئيس الاستثنائي فهد بن نافل، يعمل بصمت مطبق، يقود الهلال بكل اقتدار، ويعمل بإخلاص قل نظيره، يمنح الصلاحيات لمن حوله، ويقودهم وفق عمل إداري ركيزته الأساسية «الإخلاص». هل شعر أحد من الهلاليين بأن الرئيس لا يوجد نائب له..؟! أجزم بأن الإجابة ستكون لا، وهذا دليل حي على أن ابن نافل استطاع بفكره الإداري الكبير أن يغطي جميع الجوانب الإدارية في النادي، وهذا نجاح يحسب للشخص، و«استثناء» يجعل فهد بن نافل يحتل مكانة كبيرة في قلوب عشاق الزعيم العالمي. بعد استلام ابن نافل رئاسة الهلال، جمعتني به جلسة حبية، شرح فيها أهداف الفريق الأول، معلناً بأن حصد جميع البطولات هدف له، فقلت هذا الهدف سوف يشتت الفريق، ويجعله يخسر الكثير، فقال، نحن نملك فريقا قويا، وسنعمل جاهدين على تحقيق آمال وتطلعات الجماهير الهلالية، فقلت له التركيز على هدف معين وتحقيقه خير من التشتت، فالزمن تغير، والهلال لم يعد وحيداً في المنافسة، فقال: ولكن الهلال وجماهيره اعتادوا ارتقاء المنصات كأبطال.. التزمت الصمت ولم أرد، ولكن في نفسي كنت أقول: هذا تشتيت للفريق، ولكن بعد مضي سنة من رئاسة ابن نافل للهلال، أقول لقد كسب ابن نافل، كسب الميدان بكل حنكة واقتدار، وحقق حتى الآن جميع البطولات التي نافس فريقه عليها. في الختام.. أقول: شكراً للرياضة التي تجمعنا بمثل الأستاذ الخلوق فهد بن نافل، وشكراً لفهد بن نافل لأنه بيننا، فبمثله ترتقي المنافسات، وتكون الروح الرياضية بالفعل في القمة، فالرئيس الاستثنائي فهد بن نافل لم يسبق له أن أساء لشخص أو كيان، أو دخل في مهاترات، بل إن ابتعاده عن الإعلام، يجعلنا نغبط الهلاليين على رئيسهم الاستثنائي، ونتمنى أن يكون في وسطنا الرياضي أكثر من فهد بن نافل.