يعرّف علم الإدارة بأنّه العملية العقلانية التي يتمّ من خلالها أخذ قرار ما ويشمل ذلك كلّ التقنيات الإدارية ومنها التركيز على استخدام مفاهيم العقل، ذلك هو ما تم اتخاذه في إدارة الرئيس الصامت فهد بن نافل رئيس نادي الهلال السعودي، عندما تقلد منصب الرئيس وبدأ باختيار أعضاء مجلس إدارته كان يضع نصب عينيه «الهلال» كيف يراه محبوه، وكيف يواصل العمل على نفس النهج الذي بدأ به مؤسس النادي الراحل الشيخ عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله- ومن بعده الرؤساء العظام في رفع معدل البطولات وتحقيق الإنجازات طيلة سنوات العمل منذُ التأسيس، ابن نافل عندما حضر كان يعلم بأنه سيرأس ناديا لا يرضى محبوه إلا بالذهب وأن من سبقوه قد واجهوا الصعوبات والعقبات في رئاسة النادي، كان ابن نافل يعلم أن تحقيق بطولة ليست طموحات الهلال فحسب بل تحطيم الأرقام القياسية وجمع جميع البطولات بكل مسابقاتها قد يرضي غرور الهلاليين، كان الهدف الأسمى هو البطولة الآسيوية وتحتاج إلى فارس همام يطوَع تلك المستعصية، بدأ ابن نافل العمل بصمت وهو أسلوب لا يجيده سوى القليل من الناجحين عندما أعلن أتيت للعمل وليس للحديث في الإعلام واستفاد من خبرة الرؤساء السابقين واللاعبين القدامى في المشورة وحيوية الشباب في مجلس إدارته، كانت الانطلاقة بداية من التعاقد مع جهاز فني بقيادة رزفان لوشيسكو والإداري سعود كريري والذي واجه الكثير من الانتقادات لحظة إعلان التوقيع مع الكل وفضل الصمت حينها وهي السمة التي اتسم بها ابن نافل إلى اليوم، واصل العمل بمواجهة أصعب الظروف في كيفية التعامل مع الكم الكبير من اللاعبين غير المرغوب في استمرارهم سواء الأجانب أو المحليين والتوصل إلى اتفاقيات التسوية والمطالبات الصعبة منهم في توفير السيولة المالية وما صاحبها من ظروف، أدركت الإدارة بأن القادم سيكون أصعب لذلك جندت كل طاقاتها وخبراتها في معالجة المشاكل في وقتها بالإضافة إلى ملف إعداد الفريق بشكل أهم من ذي قبل وكانت الصعوبة في كيفية مسح الصورة السيئة التي ظهر بها الموسم الماضي، واجه ملف تجديد الإماراتي عمر عبدالرحمن بمنطق العقل والحكمة وليس بضغوط الجماهير والعاطفة وكسب الجولة في الوصول إلى قرار عدم التجديد رغم المعارضة الشديدة من الجماهير العاشقة التي تريد كل جميل للهلال ولكن كان الأجمل أنه جعل مصلحة الهلال نصب عينيه، بدأ الموسم الرياضي وكان العمل يسير وفق منظومة إدارية وفنية بحته وصلت به إلى الصدارة من أول جولة إلى اليوم وإعطاء الجهاز الفني وقته في التنسيق بين دوري المحترفين ودوري أبطال آسيا وتحقق له ما أراد، ستة أشهر هي مدة رئاسته حقق فيها إنجاز الحلم والذي سعى له الهلاليون سنوات طويلة بعد الغياب عن تحقيقه منذ 2000م، كل هذا العمل تم دون وعود وتصاريح صارخة واستفزازات لا تمت للكرة بصله، ابن نافل دون اسمه بمداد من ذهب في سجلات رؤساء الهلال الذهبيين وأكمل مسيرة من سبقوه في بناء هذا الفريق فبعد أن استعصت البطولة الآسيوية سنوات طويلة وكانت أقرب في فترة رئاسة عبدالرحمن بن مساعد 2014م، وفترة نواف بن سعد 2017 كلاً حسب ظروفها استثمر ابن نافل هذا العمل في سبيل تطويع البطولة للهلال بالعمل الجاد واستقطاب من يحتاجه الفريق وفق مفاهيم فنية تكون ذات فاعلية وتخدم مصلحة الفريق وقتها العمل كان يسير في الطريق الصحيح إلى أن وصل الفريق إلى مبتغاه وبتوفيق الله أولاً ثم بجهود الجميع تحقق الحلم المنتظر وفاز الهلال بلقب بطل دوري أبطال آسيا 2019، تحقيق البطولة الآسيوية كانت هي أولى خطوات النجاح لإدارة ابن نافل الذي رفض أن تكون إداراته قد حققت الطموح وانتهى العمل بتحقيقها ولكن يسعى لإكمال ما بناه في المشاركة الفعالة في بطولة كأس العالم للأندية والعودة للدوري للمحافظة على صدارة الدوري وتحقيق المزيد من البطولات كيف لا وهو تلميذ رجل الأعمال الناجح وعضو الشرف الفعال صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال، لسان حال الجماهير الهلالية تقول لابن نافل شكراً من الأعماق شكراً على العمل بصمت شكراً لأنك تنهج السياسة الهلالية المتأصلة الذهب ولا غيره، إنجازات ابن نافل لم تكن كروية فقط بل سجلت هدفا في مرمى التسويق والاستثمار ناجحا بكل المقاييس بجلب الرعاة للنادي لجميع منشآت النادي للفريق الأول والفئات السنية والألعاب المختلفة وبمبالغ تخدم عمل الإدارة وتترجم الخطط المرسومة، العمل بصمت من إدارة ابن نافل يجب أن يدرس لأندية اتخذت منابر الإعلام صوت لها وشككت في إنجازات من سبقوهم وهمشت دور منتسبيهم وعملت على رفع اسم الوطن عالياً في المقام الأول والرقي بمفهوم الرئاسة الناجحة.