نعيش على قيد الرجاء ممن يسكنون بنا ويجرون بنا مجرى الماء في العروق . ويغزلون لنا اليوم كيفما يريدون وكيفما يرون . وهذا الذي يحدث ليس لنا به أي حيلة أو وسيلة كلماتهم ترفعنا وأخرى تلقي بنا أرضًا . تضيئنا أصواتهم ويطفئنا سكوتهم وتعبث بنا تصرفاتهم وقد يفقدنا الوعي شوقهم . الذين يعلمون أنهم نُورنا ويسلبون منا هذا الضياء لم يستحقوا يوماً ما يعنونه لنا . بعكس الذين يضيئوننا ويضيئون الطرقات لنا ويضيئون الحياة بنا ... فقط بكلماتهم ...!! كيف يمكن للكلمات أن تضيئك ؟! لا تستحقروا الكلمات مطلقاً فهي تكسر وتجبر وتُضحك وتُبكي وترفع وتُسقط وهي قد تجعلك منطوياً وقد تجعلك منشرحاً الكلمات تطمئننا وتعزينا وتحضننا أيضاً . لابأس بأن نتردد في الحديث في سبيل ألا نجرح ولو اضطررنا لذلك . فأنت تسلبُ مني بريق روحي بكلمة وتلبسني البريق مشعاً بكلمة أخرى . فقولك مجاديف الأيام وطوق النجاة وشمس دافئة لا غروب لها ولا رحيل . ووجودك يضفي علي ابتسامةً دائمة وحباً جميلاً وشعوراً بأني في صحة جيدة . كلما قُلت شيئاً أزهرت في جسدي زهرة ومر في قلبي نهراً وبزغ من جبيني قمرًا ورقصتُ فرحاً وكأن من حولي تدور مجرة . حتى ضحكاتك ترتب اليوم في عيني وتعطي الوقت حقه .. وتغني بي معزوفات لم يسبق لجميع من عزف يوماً أن عزفها . سيد الذات ذلك الذي نحب الذي يتكئ كل ما بنا عليه . ننتظر ماذا سيقول وكيف سنكون بعد قوله . يأتي كل شيء متوالياً ومتراتباً بعده . يعلمُ أنه الأصل في يومنا . ويعلم أن كل ما بنا ينتظره.. فأنا أعرف تماماً كيف ينقسم المرء من كلمة وكيف يُجمع ..! وكيف يعيش من كلمة وكيف يموت ..! وكيف ينام طويلاً.. ويبكي كثيراً.. ويشعرُ بأن جسدهُ فارغاً وحياته فارغةً أيضاً . أعرف كيف على الكلمات أن تخسف بنا سابع أرض بعد أن رفعتنا لسابع سموات ..! وكيف عليها أيضاً أن تجعلنا ندور حول أنفسنا نصفق كفينا ببعضها وكأن كل شيء فات ..! أعرف كيف ترتخي القلوب من فقد العبارات وكيف تعود لسابق قوتها .. تقفُ عيني ضاحكة من كلمة ... وتجلس حسيرةً من أخرى ... ! أشياء لا تعدُ ولا حتى تُحصى ندبات ما تفعله بنا فهي أشبهُ بالبندقيات .. والتوابيت والحسرات ..!! رفقاً بمن تعلمون وتتأكدون أنكم بريق أرواحهم وجمع شتاتهم وضياء وجوههم فهم لا شيء إلا بما تفعلون معهم .. أنتم من تحددون كيف سيكون يومهم وتصرفاتهم وحتى جودتهم ... وعافيتهم .. وبعد كل هذا وذاك ... فأنت بريق روحي وصفاء نظري وقوتي وجموحي !! ** **