والسماء تربت على كتفي مطمئنةً بأن كل شيء سيكون مختلفاً. كأن ما كنتُ أخشاه طوال حياتي حدث بين جنبات النهار. لم يكن قراراً بقدر ما كان اختياراً طالما ترددت في اختياره. لا بأس فتحت أبواب العمر وغيث السُّحب وسمحت للشمس بالشروق وسيدة القمر أتاحت لقلبي النبض ولعقلي البلوغ ولأحاديثي بالانسياق، سمحت لي أن أضحك وأن أكتب وأتوج جبيني بقبلات السيادة. منذ تلك الكلمة وحتى اليوم وأنا أقول وأقول لم أتوقف لحظة. جميعنا نحلم بلا توقف رغم ما يمرنا وما يأخذنا وما ينقصنا. ربما نحن رهائن لحياة غيرنا مسلوبو الحب والاهتمام. محرومون من الإحساس الذي يقولون.. نرى أننا هكذا وصلنا لذروة الفرح ونحن في الحقيقة ظالمون لأنفسنا. لا بأس راقصتني بها وكأنني في قلب تلك المجرة تدور من حولي النجوم وتغار من غنجي الكواكب. مدللة أنا حينما سمح الحظ حينها بطوق الورد الذي جملني أخذتني إلى طرقات الحياة وبكل إصرار كادت يداي تتمزقان من تمسكي به. الحب لا يؤلمنا ولا يبكي داخلنا ولا يكسرنا ولا يعبث بقوتنا.. الحب لا يخذلنا ولا ينتقصنا ولا يهين قلوبنا، كل ما ذكرت نحن نفعله في بعضنا إن أردنا لا تعلقوا خيباتكم في عنق الحب فهو أطهر من أن يسبب كل هذا الحزن. لا بأس لكل ندب وضع في نصف قلبي وكل خيبة أصابت داخلي من أي شخص كان «لا بأس» هذه ضمدت سنوات عجافاً عبأت سنابل روحي شغفاً للحياة.. كلمة بمثابة سواري كسرى على عضدي ارتقت بنفسي على العالمين. أتعلَّم..!! لا أذكر أنني كنت أعرف اللون الوردي قبلك كنت أسمعه، لكن الأشياء بهذا اللون كانت رمادية أنت من أبصرني به تعلمت بك أن الأرواح تكبر صوتاً ولقاءً ومواقف. كم مرةً غنيت معي والمطر يعزف على زجاج مركبتك وكأنه يهنئني بك، ضحكاتك سلاسل من زيزفون تحيطني بها دون علمك. لا بأس لدنيا سيئة حصاد صبرها أنت وطول ضيقها أنت وقتما يكون الكلام يفسرنا لا يعني أننا نتحدث عن ذاتنا فحسب، نحن نكتب لتنقذنا الكتابة من البشر ومن خيباتنا المتكررة بهم نكتب لأننا نرى أننا نكون بصحة أفضل... بالمناسبة «لا بأس» كانت من تعويذات تصالحي مع الحياة وتمادي حبي للكتابة.