لم يستمر الهدوء في البيت الاتحادي والاستقرار في المعسكر الأصفر سوى أيام حتى قرر الدولي «فهد المولد» إعادة الوضع إلى طبيعته للأسف بفرض الأجواء الصاخبة مجددًا في معقل النمور، وذلك بخروجه غير الاحترافي من المعسكر وعدم التزامه أسوة ببقية زملائه بالبرنامج التدريبي المعد تأهباً لاستئناف منافسات الموسم. النجم المعشوق من جماهير العميد كانت مسيرته مع اتحاد جدة متأرجحة، ورغم أنه احتل مكانة لا يستهان بها في قلوب «العشاق» إلاّ أنه لم يكن يوماً أحمد جميل أو محمد الخليوي أو محمد نور.. على الأقل في تقدير من واكب أجيال الاتحاد وتعرّف جيداً على النجوم المؤثرين وتعايش مع أمجاد «الأتي» وبطولاته، فالمولد رغم مسيرته القصيرة إلاّ أنه لا يمر موسم إلا بحكاية جديدة مع فريقه تتسبب في انقسامات واسعة داخل الكيان الكبير. أفرز قرار المولد الأخير عدة تساؤلات بخلاف الإحباطات التي زادت في الوسط الاتحادي، فالخطوة الغريبة التي قام بها اللاعب في تصوري لم تكن موفقة ومازلت أتوقع أن كل التفاصيل والأسرار لم تكشف رغم بيان الإدارة، ورد اللاعب عبر حسابه، وردات الفعل من المحبين والغاضبين! وعلى الرغم من أن الاتحاد ومدربه وإدارته وجماهيره كانوا ينتظرون «مولد» مختلف ومتجدد بعد غيابه الطويل عن الملاعب بسبب إيقافه بقرار لجنة الرقابة عن المنشطات وتضرر النادي من ذلك في أصعب المراحل، بيد أن اللاعب لم يعير كل ذلك أي اهتمام وقرر مواصلة الابتعاد وبطريقة الخروج من المعسكر التحضيري بحجة المطالبة بحقوقه المالية! المولد بهذا التصرف يظلم فريقه، ويظلم الجماهير المحبة له، وقبل ذلك يظلم نفسه ومنتخب بلاده الذي ينتظره أن يعود بشكل منتظم وقوي ولائق لتمثيله في الاستحقاقات المقبلة! المولد كان بإمكانه أن يستمر نجماً لامعاً داخل الملعب ومحترفاً مثالياً عندما يطالب بحقوقه عبر القنوات الرسمية دون الحاجة لخلع القميص والمغادرة من معسكر الفريق..! أخيراً .. يجب أن نستفيد مما حدث بشكل إيجابي لتوعية اللاعب السعودي وتثقيفه، وكما كررت في عدة مناسبات بأن الإشادات الهائلة التي يتلقاها بعض النجوم في ملاعبنا تنعكس عليهم بشكل سلبي وتتشكل حولهم فئات لا تقدم لهم الرأي النافع ومن هذا المنطلق ينبغي تكثيف إقامة الدورات للاعبين في كيفية التعامل مع مستحقاتهم، ووكلائهم، إلى جانب كيفية تعاطيهم مع الجماهير ووسائل الإعلام.. حتى لا يقع في فخ الأحداث المتسارعة ويكتب نهايته بشكل مؤسف!