كادت الملاعب الرياضية أن تفتقد أبرز نجومها بسبب قرار طبي خاطئ بعد أن شخص أحد الأطباء المعروفين في فرنسا إصابته بأنها لا تحتاج سوى إلى الراحة والتأهيل، وأعطاه الضوء الأخضر للمشاركة مع فريقه قبل شفائه من تلك الإصابة لتعود له مجدداً، إصابته وتشخيص الطبيب الفرنسي كاد أن يحول بين استمراره في الملاعب الرياضية وينهي مسيرته، إنه لاعب فريق الاتحاد والمنتخب السعودي أسامة المولد الذي غاب أكثر من مرة بسبب الإصابة، لكن سرعان ما يعود إلى مستواه الفني، وهو يملك إمكانات عالية أهلته ليكون أفضل مدافعي الكرة السعودية وهو وصف المرحلة المقبلة لفريقه بالمهمة، خصوصاً وانه مرتبط باستحقاق آسيوي إضافة إلى الدفاع عن لقبه في بطولة دوري المحترفين، المولد تحدث ل"الحياة"في هذا الحوار عن جوانب عدة، منها إصابته التي أكد بأنها حدثت بسبب مواصلته اللعب على رغم نصائح الاطباء بعدم مشاركته، المدافع الدولي اكد صحة العرض الذي تلقاه من مسيري النادي الأهلي،"الدبابة"البشرية كشف الكثير من خلال الحوار الآتي: في البداية نود أن تحدثنا عن قصة الإصابة؟. - تعرضت للإصابة في مباراة فريقي أمام فريق الشباب في دور ال16 من مسابقة دوري المحترفين الآسيوي وتحديداً أثناء مجريات الشوط الأول، لكنني تحاملت على الإصابة بخاصة بعد أن طلب مني مدرب الفريق كالديرون اللعب في خط الهجوم، وحينها كان فريقنا متأخراً بهدف، ولأهمية المباراة أصريت على المواصلة، وتمكنت أن أسجّل هدف التعادل، بعد ذلك طلبت من الجهاز الفني التبديل لعدم قدرتي على إكمال المباراة. وهل أنت نادم الآن على إكمالك للمباراة على رغم إصابتك؟ - لا، على العكس تماماً، فأنا راض بما كتبه الله لي، وكنت أشعر بأنني سأقدم شيئاً لفريقي لذلك واصلت اللعب، ولم أكن أتوقع أن تكون الإصابة بهذا الحجم. وما تشخيص الإصابة؟ - كانت عبارة عن كدمة في الركبة، وباعتبار أن مباراة الشباب كانت الأخيرة للفريق في الموسم الماضي، نصحني الجهاز الطبي في الفريق بالكشف على موضع الإصابة على يد أحد الاختصاصيين في أوروبا، وتوجهت لفرنسا للكشف على الإصابة، وقال لي الطبيب الفرنسي بأن علاجي لا يحتاج إلى التدخل الجراحي، وإنما أحتاج إلى التأهيل بعد أن أعطاني جرعة بالإبر، بعدها عدت للمشاركة مع فريقي في معسكره الخارجي في إسبانيا، وأظهرت جاهزية جيدة في المباريات الودية التي شاركت فيها لكن لم استطع المشاركة في دورة السلام الدولية لمعاودة الإصابة مجدداً. وهل للتشخيص الخاطئ دور في تفاقم الإصابة؟. - بكل تأكيد الطبيب الفرنسي لم يشخص إصابتي بالشكل الجيد، ربما رأى بأنها لا تحتاج إلى التدخل الجراحي، وحقيقة فرحت كثيراً عندما أكد لي بأنني لا أحتاج إلى الجراحة، لكن هذه الخطوة كادت أن تهدد مسيرتي الرياضية بعد أن عدت للعب والمشاركة في التدريبات الجماعية قبل جاهزيتي وشفائي من الإصابة تماماًً. وكيف تسير مراحل البرنامج العلاجي في الفترة الحالية؟. - وضع لي الطبيب الإسباني برنامجاً دقيقاً طبقته هنا في النادي، وبعدها أجريت فحوصات عدة على الإصابة، وجدنا بأنه لابد من السفر من جديد لإجراء المزيد من الفحوصات الطبية على يد طبيب إسباني في برشلونة متخصص في إصابات الملاعب وأجرى جراحات عدة للاعبين معروفين. وكم تستمر مراحل العلاج في إسبانيا؟. - المدة حددها الطبيب المعالج باسبوعين، لكنني أتمنى العودة سريعاً للمشاركة مع الفريق، وأعتقد أنني بحاجة إلى الوقت قبل الدخول في التدريبات الجماعية. تردد في الآونة الأخيرة، وتحديداً أثناء وجودك مع الفريق في معسكر اسبانيا أن الأهلاويين عرضوا عليك الانضمام لصفوف الفريق، ما صحة هذا العرض؟ - نحن نعيش في عصر احتراف، لذلك فلا غرابة في تقديم العروض الاحترافية للاعبين الذين يرى فيهم أي نادٍ الفائدة، نعم تلقيت عرضاً أهلاوياً للانضمام إلى صفوفه، وأخبرتهم بأنني ملتزم بعقدي مع الفريق الاتحادي. ولكن الأهلي نفى صحة العرض؟ - أكن لكل الأهلاويين، أعضاء شرف وإدارة وجماهير، التقدير والاحترام وتربطني بكثير من لاعبي الفريق الأهلاوي علاقات صداقة حميمية، لكن ربما يكون النفي لعدم أخذ العرض الطابع الرسمي الذي يمثل إدارة النادي. كيف تصف معسكر الفريق الاتحادي في اسبانيا؟ وهل تعتقد أن الفريق سيجني ثماره في الموسم الحالي؟ - حقيقة أرى معسكر اسبانيا من أنجح معسكرات الفريق، التي أقيمت في السنوات الماضية، وكانت فرصة لرفع المعدل اللياقي لدى اللاعبين بعد فترة توقف، إلى جانب التجهيز الفني، ووضحت الاستفادة الكبيرة التي حصل عليها اللاعبون، من خلال المباريات الودية للفريق، إضافة إلى المشاركة في دورة السلام الدولية، ولمس الجميع حسن إعداد الفريق، من خلال مباريات دوري زين، وأتمنى أن تستمر تلك العطاءات الجيدة في المباريات المقبلة. لقاؤكم الشهير مع ريال مدريد في بطولة السلام، هل الانطباع الكامل عن الكيان الاتحادي؟ - هذه المواجهة تعتبر من اللقاءات التي يتمنى كل لاعب المشاركة فيها، وكنت حزيناً لغيابي بسبب الإصابة، وكنت أتمنى المشاركة لكن لاعبي الاتحاد قدموا مستوى كبيراً، ولو نجح زملائي في استغلال الفرص التي سنحت لهم لحقق الفريق الفوز، لكننا حققنا الأهم وهو المستوى الكبير الذي قدمه الفريق، وعكس من خلاله ان الكرة السعودية بخير وقادرة على مقارعة الفرق العالمية، وصدقني لن أبالغ عندما أقول إننا كنا على ثقة بأن فريقنا سيظهر بصورة جيدة، فالاتحاد متمرس في خوض مثل هذه اللقاءات، ويكفي أننا كسبنا احترام رياضيي العالم بذلك المستوى الراقي. وكيف تابعت اللقاءات الماضية، التي خاضها الفريق في دوري زين للمحترفين؟ - لا شك في أن البدايات في العادة تكون بصورة لا ترضي طموحات الجماهير، إذ ان الفريق لم يصل إلى الجاهزية التامة، لكن الأداء الفني سيكون في تصاعد من مباراة إلى أخرى، والمواجهات أمام الفتح والرائد والقادسية أرى أن الفريق قدم فيها مستوى مرضياً، وحقق النتيجة الإيجابية وهذا أمر مهم، فالفوز يمنح الثقة والمواصلة نحو اللقب، ونحن الآن متصدرون لترتيب الدوري بتسع نقاط و11 هدفاً، وهي نسبة جداً ممتازة من التهديف. هل تعتقد أن الاتحاد ما زال قادراً على الدفاع عن لقبه وتحقيق بطولة دوري زين للمحترفين؟ - الفريق الاتحادي مليء بالنجوم ولديه البديل الجاهز والقادر على الدفاع عن لقبه، ولكن في هذا الموسم الدوري سيكون أقوى بكثير مما تابعنا في الموسم الماضي، بسبب تركيز كل الأندية واستعدادها الجيد، وفي تصوري أن الفريق الذي يخوض المباراة وكأنها نهائي ستكون البطولة من نصيبه، فالاستنزاف النقطي يحرم الفريق من اللقب، ولا شك في أنني أتمنى أن تكون ألقاب الموسم اتحادية. من هو الفريق الذي سيكون منافساً للاتحاد في هذا الموسم؟ - من الصعب التكهن بفريق معين، ولكن الفرق كلها قادرة على المنافسة بشكل كبير، وان كان الهلال والشباب والاتفاق والنصر والأهلي ستكون مبارياتها صعبة، خصوصاً في مواجهة الاتحاد، فجميع الفرق قادرة على تحقيق الفوز، بسبب الإعداد الجيد والعناصر التي يتمتع بها كل فريق. ما رأيك في اللاعب البديل مشعل السعيد الذي شارك في المباراة الأولى لدوري زين للمحترفين في مركز قلب الدفاع؟ - الفرصة للمشاركة فسيكون وضعهم جيداً، وهذا بفضل الإعداد الجيد الذي عليه اللاعبون من الجهاز الفني فضلاً عن الإمكانات الفنية الجيدة. كيف ترى المحترفين الأجانب في الاتحاد في هذا الموسم؟ - بالنسبة لهشام بوشروان وأحمد حديد فالجميع يعرف مستواهما الجيد واستمرارهما مع الفريق يعتبر مكسباً وإضافة فنية، والتعاقد مع أمين الشرميطي ولوسيانو جاء بعد دراسة جيدة من الجهاز الفني والإداري، فبكل تأكيد نتمنى بروزهم مع الاتحاد، ومن الصعب الحكم على مستويات اللاعبين الآن، فالحكم صعب لكن الأرجنتيني لوسيانو يقدم مستوى عالياً في التدريبات وظهر في المباراة الودية أمام إنبي المصري وأمام فريق الرائد بإمكانات عالية وأتوقع له النجاح مع الفريق، بينما اللاعب التونسي أمين الشرميطي هو اسم معروف وأتمنى نجاحهم جميعاً ليواصل الفريق إنجازاته، بخاصة أن الفريق مقبل على استحقاقات مهمة يأتي في مقدمها البطولة الآسيوية. وكيف ترى حظوظ الفريق في الاستحقاقات المقبلة؟ - لا شك أن الفريق استعد لها جيداً من خلال وجود جهاز فني خبير حقق نجاحات كبيرة مع الفريق في الموسم الماضي، ولاعبين أجانب إضافة إلى اللاعبين المحليين الذين يعتبرون من صفوة اللاعبين السعوديين، ونحن كلاعبين عازمون على تحقيق البطولات ولكن يبقى توفيق الله، صحيح أن هناك فرقاً قوية ومنافسة عملت كما عمل فريقنا، لكن نعد جماهيرنا بأننا سنقدم كل ما نملك من إمكانات من أجل الحفاظ على البطولات وأهمها اللقب القاري ومن ثم التأهل إلى كأس العالم للأندية للمرة الثانية. الإصابة حرمتك الانضمام إلى صفوف المنتخب السعودي بعد أن كنت من ركائزه، كيف ترى حظوظ"الأخضر"في التأهل للمونديال؟ - في البداية كنت أتمنى المشاركة مع"الأخضر"أمام كوريا الشمالية وكذلك المشاركة مع زملائي اللاعبين في الملحق الآسيوي، لكن زملائي قادرون على خطف بطاقة التأهل وتجاوز عقبتي البحرين ونيوزلندا، وحقيقة لم أكن أتمنى أن يخوض منتخبنا غمار الملحق، فالمهمة صعبت علينا لكنها ليست مستحيلة، وأنا تواق لأكون ضمن لاعبي المنتخب السعودي في المونديال. وكيف ترى استعدادات المنتخب السعودي للملحق؟ - صحيح أنني مبتعد عن معسكرات المنتخب لكنني على معرفة بما يحدث فيها من خلال أحاديث زملائي اللاعبين الذين يؤكدون لي أن اللاعبين لديهم حماسة وإصرار على التأهل من الطريق الصعب، وأعتقد أن معسكر صلالة جهز المنتخب بشكل جيد وخوض مباراة عمان على رغم الخسارة فيها من العوائد الفنية الكثير، إذ ان المنتخب العماني قريب في طريقة لاعبه من المنتخب البحريني ولا شك أن معسكر الدمام سيؤهل اللاعبين بصورة أكبر قبل مباراتي البحرين، وكلنا ثقة بنجومنا في العودة لخطف بطاقة التأهل بفضل الدعم الكبير الذي يجده المنتخب من الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل. من خلال معرفتك بعناصر المنتخب كيف ترى لقاء البحرين المقبل؟ - كلي ثقة بقدرة العناصر المختارة على تحقيق أمنية الشعب السعودي قاطبة بتحقيق الفوز الذي سيكون مفتاح الضوء الذي يضيء لنا طريق الوصول للمونديال، وكل الذي أتمناه هو التوفيق لنجومنا وهم قادرون على تخطي الصعاب، وخطف الفوز حتى في المباراة التي تقام على ارض البحرين وننتظر من جماهيرنا المساندة كما عودونا في جميع المباريات الحاسمة.