آبار الماء في المزارع في القرى والبلدات القديمة قصة تكشف عِظَم وتحمُّل إنسان هذه البلاد قسوة وجفاف المناخ، التي قادته للتحدي وحفر الأرض بأعماق متفاوتة، وبأدوات بسيطة، تسانده قوته الجسمانية المكنوزة بتحديات الزمن والحياة والموت. آبار الماء القديمة قصة تاريخ للبلاد، وشاهد على مرحلة تاريخية مهمة وما تلاها من خير ونِعم وفضل كبير، ساقه الله -عز وجل- على يد المؤسس المغفور له -إن شاء الله تعالى- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود. ومع التنمية والتطور أصبحت تلك الآبار لمحة من تاريخ وتراث، يصاحبها خطورة انكشافها على مستوى سطح الأرض دون سواتر وعلامات، وخطورتها على الإنسان والحيوان والمركبات. مشاهدتها بهذا الشكل وهندسة بنائها دلالة كبيرة على قوة وتحمُّل الإنسان السعودي؛ فطريقة الحفر، وصَفّ الحجارة بطريقة هندسية تثير العجب، يجعلان محبي تاريخ البلاد والتراث يسارعان في المحافظة عليها، ووضع مسار سياحي يعيد لها وهجها وتاريخها، ويحقق لمرتاديها ومن حولها السلامة والأمان. «الجزيرة» رصدت عددًا من الآبار المكشوفة والممتلئة بالماء في منطقة سدير (150 كيلومترًا شمال العاصمة الرياض)، جمعت بين التراث والإهمال والخطورة، داعية لتعزيز الاهتمام بتلك الآبار التي قد يصعب حفرها وبناؤها بنسقها الهندسي المذهل في الوقت الحاضر؛ لتصبح من المعالم التراثية والسياحية في منطقة الرياض.