برزت الرسوم الصخرية في آبار حمى كأولى محاولات الإنسان نحو الكتابة الأبجدية, والتي توصل الإنسان في جنوب الجزيرة العربية إلى ابتكارها مع بداية الألف الأول قبل الميلاد, إذ عرفت هذه الأبجدية بالخط المسند الجنوبي. النقوش الأثرية تقع آبار حمى على مسافة 130 كلم تقريبا من نجران, بين الجبال والأودية المتاخمة للربع الخالي, وتحوي كثيرا من النقوش الأثرية الثمودية والسبئية، ونقوش خط المسند, إضافة إلى رسوم آدمية ورسوم صيد ورعي، يمتد تاريخها منذ 5 آلاف عام قبل الميلاد, كما توجد الكتابات الأحدث نسبيا من الخط الكوفي، والذي انتشر في الجزيرة العربية بعد ظهور الإسلام, كما أدت التجارة قديما إلى انتشار هذا الخط, وأصبحت المنطقة الممتدة من آبار حمى مسرحا للقوافل التجارية كجزء من الطريق القديم, الذي سجل مرتادوه في ذاك الوقت ذكرياتهم ورسومهم وأسماءهم وبعض اهتماماتهم، بالخطين السبئي بنسبة كبيرة وكذلك الخط الثمودي على امتداد الطريق, والتي تركزت حول مصبات المياه والكهوف وفى سفوح الجبال. حضارة وتاريخ تحكي النقوش والرسوم الصخرية التي تزينت بها آبار حمى بمحافظة ثار عن حضارة وتاريخ يحكي آلاف السنين, عبر العصور التي سجل خلالها الأوائل تاريخهم وثقافاتهم وحياتهم القديمة، تسمى آبارها ال6 بأسمائها المختلفة والتي تميز كل بئر عن غيرها، إذ حفرت في صخور عميقة وصماء تثير دهشة الزائر لتلك الآبار، وأسماؤها هي: أم نخلة والقراين والجناح وسقيا والحماطة والحبيسة، أسماء يحفظها العارفون بتلك الآبار ال6 لكن لا تقل النقوش الصخرية حولها أهمية، إذ يمكن مشاهدة كثير منها حول تلك الآبار، والتي طالما كانت محطة تزود بالماء للقوافل التي نقلت البخور والبهارات والمر من جنوب الجزيرة العربية إلى الشام ومصر وبلاد الرافدين وفارس، وما يثير الدهشة هو أن آبار حمى ال6، والتي يرجع حفرها إلى آلاف السنين، ما زالت تنضح بالماء العذب. أصحاب الأخدود أكثر ما يثير فضول الزائرين، هو مجموعة نقوش بخط المسند على طرف جرف صخري مرتفع حول الآبار، والتي ذكر أنها تعود إلى قصة أصحاب الأخدود، نقشت من بعض الناجين من المذبحة، والتي وقعت عام 525 للميلاد. أهم مميزات آبار حمى تعود إلى آلاف السنين كانت ملتقى القوافل التجارية قديما تزينها النقوش الأثرية الثمودية والسبئية ونقوش خط المسند من أقدم المعالم الأثرية في المملكة