تداولت وسائل الإعلام الدولية، وتحديدًا الأوساط الفرنسية، أنباء عن عزم رجل الأعمال السعودي الأمير الوليد بن طلال على شراء العملاق الفرنسي والمارد الجنوبي «نادي مرسيليا الفرنسي» بصفقة 250 مليونًا بجانب 150 مليون يورو قيمة صفقة استاد فيلودروم، وهو الملعب الرئيسي لمرسيليا الفرنسي الذي تعود ملكيته لبلدية مرسيليا وليس للنادي نفسه، وذلك حسب ما تناولته وسائل الإعلام، باعتباره استثمارًا ذكيًّا؛ إذ تعتبر مدينة مرسيليا ثاني أكبر مدينة في فرنسا بعد مدينة باريس، وكذلك النادي يملك إرثًا رياضيًّا كبيرًا بحصوله على العديد من البطولات، وأيضًا وصوله إلى أربعة نهائيات في البطولات الأوروبية. وكذلك يملك نادي مرسيليا أكبر قاعدة جماهيرية في فرنسا. وبغض النظر عن صحة هذه الأخبار والمفاوضات من عدمها، يظل الأمير الوليد بن طلال أنموذجًا وعرابًا في الاستثمار الرياضي منذ فترة طويلة، تزيد على 28 سنة. فلا ننسى بداية الاستثمار الرياضي للوليد بن طلال عندما دخل في رعاية نادي الهلال في موسم 1992 ببنك المتحد، ثم أتبعها برعاية «سلكي لا سلكي»، ثم مدارس المملكة، ثم المملكة القابضة، وأخيرًا مستشفى المملكة كرعاة لنادي الهلال في السنوات الماضية. وما زالت إحدى شركات الأمير الوليد بن طلال واحدة من رعاة نادي الهلال حاليًا. وهذه دلالة واضحة على خبرة هذا الرجل في الاستثمار الرياضي، وما يملكه من عقلية مميزة في هذا المجال. ونستذكر اللقاء التلفزيوني الشهير حينما أبدى الوليد بن طلال استعداده لشراء نادي الهلال في حال أُقرت الخصخصة في الأندية الرياضية في السعودية، بما يعكس مدى العقلية الاستثمارية وبُعد النظر اللذين يملكهما هذا الرجل. علاوة على ذلك، فهو كان -وما زال- الداعم الأكثر والتاريخي لنادي الهلال تاريخيًّا، وأحد رجالات الهلال الأوفياء والعاشقين لنادي الهلال، بخلاف أنه كان عاملاً مؤثرًا في استقطاب الكثير من اللاعبين المحليين والأجانب لنادي الهلال. من أهم تلك الاستقطابات عندما كان الممول الرئيسي لصفقة الحارس التاريخي محمد الدعيع إلى نادي الهلال، وآخرها استقطاب اللاعب هتان باهبري إلى الهلال في آخر صفقة محلية، والمساهمة في شراء عقد البيروفي كاريو في صفقة أجنبية، الذي كان أحد المساهمين في الحصول على البطولة الآسيوية الأخيرة بسبب تسجيله هدف الفوز في مباراة الذهاب في الرياض، وصناعة أحد الأهداف في مباراة الإياب من نهائي دوري أبطال آسيا الأخيرة. لذلك - من دون أدنى شك - الأمير الوليد بن طلال هو أحد الأسباب الحقيقية لحصول نادي الهلال على بطولة دوري أبطال آسيا من خلال دعمه المادي والمعنوي اللامحدود للإدارة الحالية بقيادة الشاب فهد بن نافل، وكذلك التوجيه والنصح لهذه الإدارة، حتى تمكن نادي الهلال من تحقيق دوري أبطال آسيا 2019، والتأهل إلى كأس العالم للأندية 2019 الأخيرة التي حقق نادي الهلال من خلالها المركز الرابع، وقارع الأندية العالمية. كل هذه المؤشرات تؤكد أن الأمير الوليد بن طلال عراب الاستثمار الرياضي؛ فلا غرابة عليه في الدخول بشراء الأندية الرياضية محليًّا أو خارجيًّا، والاستثمار فيها؛ فهو يملك كل المقومات والقاعدة الصلبة في الاستثمار الرياضي، وكذلك يملك جودة الاستقطابات في اللاعبين المحليين والأجانب، وإحراز البطولات بسبب قربه من نادي الهلال. كما أنني أرى -من وجهة نظري- أن يتيح الأمير الوليد بن طلال فرصة للكفاءات السعودية المتخصصين في المجال الرياضي حتى يستفيدوا من خبراته المتراكمة في مجال الاستثمار الرياضي لتكوين جيل سعودي متمكن وقادر على التأقلم مع عالم الخصخصة في الأندية الرياضية.