تجدد نوايا الأمير عبدالله بن مساعد للدخول في مفاوضات لشراء ناديين إنجليزيين أول أمس لم يكن حدثا غريبا بالنسبة لمن يعرفه عن قرب، إذ أن هاجس الاستثمار الرياضي ظل رديفا له منذ توليه رئاسة نادي الهلال قبل عشرة أعوام تقريبا وحديثه الدائم عن الكنز المفقود والفرص الضائعة في الرياضة السعودية، ولربما كان لنجاح رؤاه التي أطلقها عندما كان ضمن أعضاء لجنة تطوير الرياضة السعودية ثم توليه ملف الخصخصة وتحركه الميداني في هذا الشان، منحاه خبرة جيدة وجرأة كبيرة للإقدام على هذه الخطوة. ويمثل الامير عبدالله بن مساعد ركن الزاوية في الاستثمار الرياضي بل إنه عراب عملية الخصخصة المزمع البت فيها قريبا، لكنه برغم ذلك لا يبدو أن لديه الحافز الذي يجعله يفكر في توجيه استثماراته محليا ربما نتيجة عدم وجود مؤشرات قوية على تطبيقها أو ربما طمعا في استثمار أكثر أمانا واحترافية. وعلى أن استثمار السعوديين في أندية أوروبا لم يكن مؤثرا كما هو تأثير رجال الأعمال الخليجين المستثمرين في البريمرليغ والليغا والدوري الفرنسي إلا أنه آثر أن يقدم على هذه الخطوة من بوابة ليدز. فمنذ موسمين أعلن عن قيام رجل الأعمال السعودي أحمد الزبيدي بتمويل صفقة شراء حصصا كبيرة في نادي بالريمو الإيطالي ووقع عقدا مع ماوريسيو زامباريني مالك النادي، مسستثمرا مبلغ مليار يورو (ما يقارب 5 مليار ريال) في النادي الإيطالي لمدة 5 سنوات، فيما كان رجل الأعمال ماجد الحكير بحسب صحيفة لأجازيتا الإيطالية في تلك الفترة يفكر جديا في شراء النادي. كما استأثرت خطوة الملياردير السعودي علي الفرج باستحواذه على أغلب الأسهم في نادي بورتسموث الإنجليزي باهتمام الصحف الإنجليزية، بعدما أكد النادي الذي ينافس في الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم شرائه 90 بالمائة من أسهمه. وكانت الضائقة المالية للناديين مسوغا للقبول ببيع هذه الأسهم حرصا على أن تنهض عملية ضخ الأموال الجديدة بالناديين لكن التأثير بدا طفيفا كون أيا من الناديين لم يحقق مردودا كبيرا سيما في ظل أزمة الديون الأوروبية التي أضعفت الأندية. في الجانب الآخر، اهتمت وسائل الإعلام البريطانية قبل موسمين بخبر مفاوضات الأمير فيصل بن فهد بن عبدالله رئيس مجلس إدارة شركة F6 السعودية للتسويق الرياضي لنصف أسهم نادي ليفربول الإنجليزي لكرة القدم. وأصدرت حينها بيانا أوضح من خلاله أن عقد الشراكة الجديد بينها وبين نادي ليفربول الإنجليزي لكرة القدم، وأنه سيخلق فرصا استثمارية في مجالات كرة القدم وسباقات السيارات ووسائل الإعلام الرياضية المتقدمة في المملكة العربية والسعودية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فيما لو تم. ورغم تلك التجارب التي لم تؤتي أوكلها حتى هذا الموسم إلا أن العقلية الاقتصادية للأمير عبدالله بن مساعد قد تجعله على مقربة من تغيير خارطة الاستثمار السعودي في الأندية الخارجية، سيما أنه نجح في جذب أكبر عقد رعاية في تاريخ الاستثمار الرياضي السعودي في الأندية لصالح ناديه الهلال بل أنه نجح في رفعه مرتين، وذلك بعد أن قاد شركة الاتصالات السعودية لرعاية ناديه قبل فض العقد مقابل رعاية منافستها موبايلي للنادي وبمبالغ ضخمة حققت عائدات كبيرة وقياسية للهلال. ورغم تلويح الرئيس الهلالي السابق بفرص الاستثمار في الأندية السعودية إلا أنه ربما آثر الركض بعيدا صوب أوروبا، حيث الاحترافية في التعاطي مع المستمثرين والأمان الذي ينشده رأس المال. ويشكل ليدز يونايتد فرصة مهمة فيما لو أتم الصفقة إذ أنه يؤول إلى بيت التمويل الخليج عبر شركة خاصة تولي اهتماما بالنادي، وكان النادي قد حقق نموا في وضعه المالي وتتجه إدارته الجديدة لتغيير جلد الفريق، حيث أعلن قبل أسابيع عن انتهاء دور الرئيس «كين بايتس» -مالك تشيلسي السابق- في النادي لصالح الملياردير «ديفيد هايج» الذي يتولى مهام الرئاسة أسبوع من الآن.