بلهفة كبيرة تتطلع جماهير كرة القدم في المملكة، وفي اليابان (بشكل خاص)، وجماهير اللعبة في القارة العجوز (قارة آسيا) عمومًا، للمباراة التاريخية التي تجمع بين فريقي الهلال السعودي والفريق الياباني (أوروا) على نهائي دوري أبطال آسيا لكرة القدم، التي ستقام يوم الأحد القادم في المدينةاليابانية (سائيتاما)، وهي مباراة الإياب التي ستحسم اللقب لأحد الفريقين، بعد أن انتهت مباراة الذهاب بفوز (متواضع) لفريق الهلال. وعندما أقول إن الفوز كان متواضعًا فلأن النتيجة كانت الفوز بهدف يتيم مقابل لا شيء، وهذا فوز (معنوي) جيد، لكنه لا يعطي (مؤشرًا) للأفضلية أو حتى التفوق؛ وهو ما يعني أن المباراة ستشهد (صراعًا) قويًّا بين طرفَي اللقاء من أجل حسم النتيجة؛ ويحتاج ذلك إلى أن يضاعف لاعبو الهلال من جهدهم وعطائهم خلال المباراة، ويرتفع أداؤهم وتركيزهم إلى أعلى درجة ومستوى طوال دقائقها من أجل وقف (الاندفاع) المتوقع من الفريق الياباني، والرغبة التي تتملك لاعبيه، التي ظهرت بوادرها فور انتهاء مباراة الذهاب، واعتبار مسؤوليه (الفنيين والإداريين) أن النتيجة تعتبر (جيدة) بالنسبة لهم قياسًا إلى متطلبات منافسات (الذهاب والإياب)، والظروف التي لعب فيها، والغيابات التي كانت في صفوفه، إضافة إلى توقع أن يحدث العكس في الإياب؛ فتخدم الظروف وأحوال الطقس الفريق الذي سيلعب على أرضه وبين جماهيره. وفي المقابل، فإن وضع الفريق الهلالي، والأحوال التي يعيشها منذ انتهاء مباراة الذهاب، وما أُحيط به اللاعبون من اهتمام ورعاية ودعم وتحفيز، يرفع حتمًا من مستوى شعورهم ومعنوياتهم ودرجة الحماس المنتظر، والإدراك المضاعف للجهد المطلوب، وارتفاع دوافع الأداء الذاتي بحثًا عن الاحتفاظ بنتيجة التفوق في المباراتين، واستمرارها حتى صعود المنصة (ثانيًا). وأتوقع أن كل لاعبي الفريق يستشعرون جيدًا وبقوة عدم إمكانية التفريط وخسارة لقب في متناول أيديهم لثالث مرة خلال خمس سنوات. وأرجو أن يرفعوا فيما بينهم شعار (الثالثة ثابتة) مهما كانت الظروف أو الصعاب التي يمكن أن تواجههم أمام الفريق الياباني، وهو فريق لا يستهان به إطلاقًا، ولا يؤمَن جانبه، بل إنه فريق قوي ومتمرس في البطولة القارية، مثله مثل الهلال، ويهمه جدًّا الفوز بالمباراة؛ لتكون له هو الآخر الثالثة ثابتة، ولكن باتجاه مختلف؛ إذ إن فوزه بالبطولة هذه - لا قدر الله - سيجعله أول فريق آسيوي يحقق اللقب باسمه الجديد ثلاث مرات، وتكون له بالتالي (أولوية)، أسأل الله أن لا تتحقق. دعواتي للاعبي (الزعيم) أن يوفقهم الله ويسددهم وينصرهم؛ ليشيعوا (فرحة) في الوطن، (طاردوها) كثيرًا، و(انتظرناها) طويلاً. كلام مشفر * دعم عملي وجده لاعبو الهلال من أعلى مستوى؛ فالجماهير ستحضر في مدرجات ملعب سائيتاما بعد مكرمة سمو ولي العهد بتخصيص أربع طائرات، أقلتهم إلى اليابان؛ وفي ذلك تأكيد لأهمية البطولة للكرة السعودية؛ فالفوز باللقب يعني تسجيل إنجاز قاري، وإشاعة فرحة عارمة بالذهاب إلى (العالمية)، والمشاركة في المحفل الدولي القادم (بطولة أندية العالم لكرة القدم). * الاعتقاد بأن (أوروا) فريق سهل وضعيف؛ لأن ترتيبه في دوري بلاده متأخر، (كذبة) لا يجب أن يصدقها لاعبو الهلال، بل هو فريق قوي وصعب ومتمرس في البطولة الآسيوية، ويكفي أنه واحد من ثلاثة فرق (فقط) في القارة حققت لقب بطولة (دوري أبطال آسيا) بنسختها (اسمها) الحالي مرتين، بعد فريق الاتحاد السعودي (2004، 2005) والفريق الصيني جوانزو (2013، 2015). * في عام 2007م حقق أوروا لقب بطولة (دوري أبطال آسيا)، وأعاد الكرة عام 2017م للمرة الثانية، وكانت من أمام الهلال (القوي). والفريق لعب في بطولة العالم للأندية مرتين، واستطاع في مشاركته الأولى (2007) الحصول على الميداليات البرونزية (المركز الثالث)؛ وهو ما يعني أنه فريق متمرس على المباريات الكبيرة. * الجمهور العريض والشرس قوة تساند أوروا في مبارياته على ملعبه (سائيتاما 2002) الذي أُنشئ لبطولة كأس العالم لكرة القدم (وهو ملعبه الأول). وللفريق ملعب ثانٍ باسمه (أوروا كومابا). وأكيد أن (تهيئة) لاعبي الهلال للمباراة ستضع اهتمامًا للمساندة الجماهيرية الكبيرة، وكيفية التعامل معها، خاصة مع انطلاقة صفارة البداية. * اختارت لجنة الحكام في الاتحاد الآسيوي (بعناية) حكم النهائي بإسناد المباراة للدولي (الأوزبكي) فالنتين كوفالينكو، وهو من حكام النخبة في القارة منذ عام 2008م. وفي كل الأحوال يفترض أن يتفرغ اللاعبون للعب الكرة، ويتركوا الحكم، وعدم الاهتمام بالصفارة؛ حتى لا يتأثروا أو يفقدوا التركيز في أي وقت أو لحظة في المباراة. وفقهم الله.