أقامت المندوبية الدائمة للمملكة لدى منظمة التربية والثقافة والعلوم «اليونسكو» حفل استقبال بمناسبة انعقاد المؤتمر العام لليونسكو في دورته ال40 في العاصمة الفرنسية باريس، بحضور معالي وزير التعليم نائب رئيس اللجنة الوطنية لليونسكو الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، والمندوبين الدائمين للدول الأعضاء لدى منظمة اليونسكو وكبار المسؤولين. وأكد الدكتور آل الشيخ في كلمته خلال الحفل، استمرار تعاون المملكة مع الدول الأعضاء بمنظمة اليونسكو في مجالات عمل المنظمة التربية والثقافة والعلوم كافة، واستمرار تقديم الدعم للبرامج التي تقوم بها وتقدمها اليونسكو. ولفت معاليه الانتباه إلى أن المملكة العربية السعودية تعد من إحدى الدول المؤسسة لمنظمة اليونسكو، حيث كانت الدولة السادسة التي وقعت على ميثاق المنظمة في 4 نوفمبر 1946ه بتوجيه كريم من الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-. وقال معاليه: «اليوم نرى التقاء منطلقات رؤية المملكة 2030م مع رسالة اليونسكو، من خلال حرص المملكة على دعم المشروعات التعليمية والثقافية والعلمية حول العالم لما تمتلكه من مكانة إقليمية ودولية، ودور المملكة في تقوية العلاقة بين الدول العربية والإسلامية والأجندة العالمية للتنمية المستدامة في مجالات المنظمة التعليمية والثقافية والعلمية، والإسهام في إثراء التراث الثقافي العالمي المادي وغير المادي بما حباها الله من مواقع تراثية وموروث ثقافي عميق. وأضاف: «نعيش اليوم في المملكة ما يتحقق من رؤية المملكة 2030، الرؤية الطموحة التي هدفت إلى ترسيخ القيم الإيجابية في شخصية الطالب عن طريق تطوير المنظومة التعليمية بجميع مكوناتها، ليصبح هذا الطالب واعيًا ومثقفًا ومبدعًا، يؤمن بالوسطية الدينية والاعتدال والتسامح، ويمتلك المعارف والمهارات اللازمة لسوق العمل في القرن 21، ويعتز بهويته الوطنية فخورًا بإرثه الثقافي العريق، مؤكداً الحديث في أوساط الشباب عن الذكاء الصناعي أمرًا حيًا وواقعًا ملموسًا يدعو للإعجاب والفخر.. يقود هذا الحراك التقني الفعّال مؤسسات إبداعية مثل أكاديمية مسك التابعة لمؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية التي تقوم بتدريب المئات من الفتيات والفتيان الذين يلتحقون بمسارات البرمجة وتحليل البيانات الكبرى والذكاء الاصطناعي، ويأتي الأمر الملكي بإنشاء هيئة للبيانات والذكاء الاصطناعي برئاسة سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-». ولفت الدكتور آل الشيخ النظر إلى أن التعليم سيكون أولوية رئيسة في جدول أعمال قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها المملكة في 2020م، مبديًا تطلع المملكة للعمل مع منظمة اليونسكو، والمنظمات الدولية الأخرى لضمان تغطية ومعالجة قضايا التعليم الكبرى، ومستقبل الجيل القادم في العالم في قمة مجموعة العشرين المقبلة. وأوضح أن حكومة المملكة قررت الترشح لعضوية المجلس التنفيذي لليونسكو للفترة 2019-2020، دعمًا للأجندة العالمية لتحقيق الرفاه والاستقرار لشعوب العالم، وقال الدكتور آل الشيخ: «تدرك المملكة الوضع المالي الذي تعيشه اليونسكو منذ عام 2011، فقد قدمت عشرين مليون دولار (20.000.000 دولار أمريكي) مساهمة طوعية، وكذلك تدفع مساهمتها السنوية بانتظام، إضافة إلى دعم برامج تعليمية وثقافية وعلمية من خارج الميزانية».