ينام الناس ويقومون، يرون أحلاماً وكوابيس، لكن حتى في أفضل أحلامهم، لم يتخيلوا يوماً سيناريو كأن: يأتي فريقا يوفنتوس وبارما من إيطاليا.. يلعبان في ليبيا ! وأن يمتلئ ملعب 11 يونيو في طرابلس ب40 ألف متفرج، وأن يسجل أليكس دل بييرو أسطورة المنتخب الأزوري أو الإيطالي هدفين في مباراة السوبر على الأراضي العربية ! هذا باختصار ما نسميه ب«التسويق الرياضي»، أن يتم تسويق فعالية وحدث، لتستفيد منه دولة ما، وأن يستفيد منه الناديان، والكرة الإيطالية، مالاً وإعلاماً، وأن يشهد شعب معين حدثا «خرافي» في نظرهم، إلى أن يتحقق بالفعل واقعاً !، بنفس المنطق هل كنت تتخيل أن يتناطح الغريمان: ميلان العريق، ويوفنتوس الأعرق، في مدينة جدة السعودية ؟، حدث بالفعل، وشاهد السعوديون منذ شهور قليلة: الأسطورة كريستيانو رونالدو يحرز هدفاً بالرأس في المرمى الميلاني، وصوروه بهواتفهم ! السوبر الإيطالي القادم سيكون أيضاً في المملكة، وستأتي أنت وأطفالك يا عزيزي لتشاهد نجوم لاتسيو الإيطالي أمام يوفنتوس، للعام الثاني على التوالي، ثم الجديد، السوبر الإسباني، تستضيفه المملكة على أراضيها، لأول مرة يلعب بهذا النظام، أكبر 4 أندية في إسبانيا سيلعبان معاً ثم يتحدد طرفا النهائي، برشلونة وأتليتكو مدريد، وفالنسيا مع ريال مدريد، مباريات قوية ونجوم أقوى، وكاميرات تنقل وتبث، وصحف تغطي وتصور، وخبراء تتحدث وتحلل، في خريطة إعلامية تغطي أكثر من نصف الكرة الأرضية ! 3 بطولات «سوبر» ل3 دول، الإيطالي على ملعب الهلال بين لاتسيو واليوفي، السعودي في جدة بين النصر والتعاون، و 4 مباريات كما قلنا في السوبر الإسباني على استاد الجوهرة المشعة، إذن السوبر هذا العام: سوبر جداً، مرَّة سوبر ! من جهة أخرى الأسبان انطلقوا باستراتيجية «تسويق رياضي» لا تهدف لتسويق الكرة الإسبانية، لأن الليجا أي الدوري الإسباني: يقوم بالواجب ! ويكفي كلاسيكو الأرض بين الريال والبرسا، ولكن هدف الإسبان هنا هو جني بعض المكاسب، وإفادة أطراف أخرى وهي الدول التي تستضيف السوبر، وهي بطولة لتسويق كرة الدولة، الفرنسيون يلعبون سوبرهم «تروفي دي شامبيونز» خارج فرنسا منذ 2009، استضافته أمريكا وكندا وتونس والمغرب والنمسا والصين.. والجابون في إفريقيا ! أما الإسبان فسوبر العام الماضي بين برشلونة وإشبيلية كان في المملكة المغربية، أما الاتفاقية الجديدة فبموجبها ستنظم المملكة العربية السعودية السوبر الإسباني لثلاث نسخ في ثلاث سنوات بدءاً من يناير القادم، بالإضافة لإقامة بطولة كرة قدم للسيدات في المملكة بتنظيم الاتحاد الإسباني. السوابق تشير لنجاح تاريخي، فالسوبر الإيطالي في جدة العام الماضي كان الأكثر جماهيراً منذ 6 نسخ للبطولة، 61 ألف متفرج، أما ال7 مباريات القادمة في السوبر الإيطالي /الإسباني/ السعودي فالمتوقع على أقل تقدير 17 مليون ريال من التذاكر، بالاضافة لعائدات البث التلفزيوني. في الأخير أذكِّركم منذ عامين قلت في مقال: متفائل جدا السنوات القادمة بواقع مغاير تماماً لقدرة المملكة على استضافة الفعاليات العالمية، والأحداث الرياضية الهامة، وبالفعل هذا تحقق فالفورمولا أقيمت هنا، ومنافسات المصارعة العالمية، والبطولة العالمية للتنس والسوبر الإيطالي والإسباني، وموسم الرياض الناجح جداً.. والقادم أكبر ! هات قلم ! أما عن النجوم الذين ستراهم على الأراضي السعودية هنا في السوبرين الإيطالي والإسباني: فالتقط قلماً واكتب معي: ديبالا، هيجوايين، بوفون، الفارو موراتا، دييجو كوستا، جريزمان، راكيتيتش، فيدال، سواريز، كروس، راموس، مودريتش.. بالإضافة للأسطورتين موضع المقارنة و»المهاوشة» عالمياً في العقد الزمني الأخير: رونالدو وميسي !