المتابع لحال معظم البرامج الرياضية التي تهتم وتعتني بالشأن الرياضي السعودي منذ سنوات يلحظ أنه أصبحت برامج قائمة على تغذية وتأجيج التعصب الرياضي المقيت بين جماهير الأندية وخاصة الجماهيرية منها بشكل مقزز جدًا أكبر مما تفعله الجماهير الرياضية نفسها، وأصبحت هذه البرامج محل التندر والضحك من الجميع بسبب المحتوى السيئ والمليء بالتعصب الذي يقدمه بعض ضيوفهم البعيدين عن النقد الهادف والبناء المبني على حقائق ومعلومات تعود بالفائدة على متابعي هذه البرامج. ولعل من أبرز أسباب أن هذه البرامج أصبحت مغذية للتعصب هو حرصها دائماً على إحضار بعض الإعلاميين كممثلين لأندية معينة يميلون لها لكي يخرجوا ويدافعوا عن حقوقها مع ضرورة الإسقاط على الأندية المنافسة الأخرى بحثاً عن زيادة عدد متابعيه في وسائل التواصل الاجتماعي. وللأسف أن هؤلاء المشجعين الذين يخرجون عبر بعض البرامج الرياضية (كإعلاميين) أصبحوا اليوم هم المطلوبون في أغلب القنوات الرياضية، ليس بسبب معلومة مفيدة يملكونها ويقدمونها للمشاهدين بل بسبب ما ينشرون من تعصب وإسفاف ببعض المفردات والكلمات تجاه الأندية المنافسة لأنديتهم. وأعتقد أن بعض البرامج السعودية وبناءً على ما تقدمه من طرح رديء جداً، أصبحت تمثل علامة سيئة للإعلام الرياضي السعودي المتزن العقلاني صاحب الكلمة المؤثرة والشريك السابق في كثير من الإنجازات الرياضية التي حققتها منتخبات وأندية الوطن سابقاً. لذا حان الوقت بضرورة أن يكون هناك دور مشترك وفعال جداً بين وزارة الإعلام واتحاد الإعلام الرياضي السعودي الذي يرأسه الخلوق والجنتلمان الدكتور رجاء الله السلمي في التدخل وتنقية ساحة الإعلام الرياضي السعودي من الكثير من الشوائب، سواء على مستوى بعض البرامج التي تقدمه أو حتى على مستوى الضيوف المتعصبين الذين أصبحوا بكل أسف هم من يتصدر المشهد الإعلامي الرياضي السعودي. ويحب أن توضع ضوابط وإجراءات صارمة ضد كل من يخرج أو يتعدى الخطوط الحمراء في حديثه ضد أي نادٍ أو مسؤول، وتكون هذه الضوابط كفيلة باجتثاث رموز التعصب الموجود لدى بعض الإعلاميين، فالسماح لهؤلاء المتعصبين بنشر تعصبهم دون أي عقوبات سيكون له تأثير واضح على النشء الجديد المتابعين للأندية لدينا، ولعل غياب الكثير من الأصوات الإعلامية العقلانية المعروفة عن الظهور بالكثير من البرامج الرياضية هو أحد أسباب تراجع وتأخر رياضتنا، فمع غياب هذه الأصوات العاقلة غاب الطرح المتزن البناء الذي يهدف إلى مصلحة رياضة الوطن بعيداً عن أي تعصب تجاه ناد معين.