غادر دنيانا الأستاذ عبدالرحمن العلي التركي العمرو -غفر الله له- وهو أحد معلمي اللغة العربية في معهد عنيزة العلمي ومن البارزين فيه، بل إنه أحد الرواد الذين برزوا في مجال اللغة العربية، وشهد له بذلك زملاؤه والعارفون به، لقد كان الفقيد عبدالرحمن التركي -رحمه الله- شغوفاً بالقراءة، محباً لها، قابعاً معظم وقته لأجلها، وقد كان تخصصه في اللغة العربية يدفعه إلى القراءة دفعاً، مثله مثل زملائه اللغويين الذين ضربوا أروع المثل في القراءة والمتابعة الميدانية، حتى صار من مثقفي المجتمع الذين يشار إليهم بالبنان، وتفتح لهم أبواب المعرفة والذوق الرفيع أبوابها لتجد منه إنساناً عبقرياً فطناً يمضي كثيراً في خضم الحياة، أمضى في ميدان التعليم بالمعاهد العلمية والتي بدأ فيها معلماً بعد التخرج من كلية اللغة العربية بالرياض، وعُين في بداية الأمر بمعهد حائل العلمي، ثم انتقل إلى معهد عنيزة العلمي حتى تم تقاعده عن العمل، ومن هنا يجب الإشارة في هذا المقام إلى أنه سبق له العمل في بداية حياته سائقاً في خفر السواحل بمدينة جدة، لولا تدخل والده -رحمه الله- وزملائه ومعارفه الذين أقنعوه بالعودة للدراسة لما لاحظوا عليه رغبته بالقراءة (لأنه كان شغوفاً بها كما ذكرت آنفاً)، إضافة إلى قدرته العلمية واستيعابه التحصيلي، وله من الأبناء ممن أعرفهم معرفة طيبة الدكتور إبراهيم بن عبدالرحمن التركي، والذي سبق له العمل في معهد الإدارة العامة، ثم انتقل إلى العمل مشرفاً على مدارس خاصة بالرياض، وسبق له العمل في إذاعة الرياض في فترة سابقة، ولا يزال يعمل مشرفاً على القسم الثقافي بجريدة الجزيرة, والمهندس علي عبدالرحمن التركي، وهو الآن يتسنّم هرم الشركة الموحدة للكهرباء بمنطقة القصيم، وللفقيد -غفر الله له- عدد من البنات الصالحات الصادقات اللاتي يدعون له في الليل والنهار، رحم الله الفقيد رحمة واسعة، وأنزل عليه شآبيب الرحمة والغفران، وجمل أهله وأسرته وعارفيه بالصبر والسلوان، إنه سميع الدعاء وسريع الإجابة، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. ** **