ودّع الدنيا بهدوء وغادر الحياة بصمت.. الشيخ محمد بن عبد الله القرعاوي، رحمه الله رحمةً واسعة وأسكنه فسيح جناته، لقد كان نموذجاً من نماذج الخير وصورة زاهية لرجل البرِّ والتقوى، وقد أجمع عارفوه على أنه في مسيرة حياته يسير وفق منهج الصلاح والعمل المبرور، وقد خلف الشيخ القرعاوي - رحمه الله - جيلاً من الأبناء والبنات أحسن في تربيتهم وصاروا اليوم أبناءً صالحين سيظل كل واحد منهم يدعو له بالسر والعلن.. أمضى الشيخ محمد القرعاوي - رحمه الله - حياة حافلة بالعطاء، عمل في القطاع الصحي ساعداً أيمن للدكتور محمد كمال الطبيب المعروف والجراح الكبير الذي أمضى وقتاً طويلاً في عنيزة، حيث عمل سنوات طويلة في المستشفى العام حتى توفاه الله، وكانت ترافقه آنذاك زوجته الدكتورة فوزية عبد الجواد، وكان الشيخ القرعاوي عليه رحمات ربي، يعمل في القطاع الصحي بكل ما أوتي من إخلاص وتضحيات وتفانٍ، وعمل إلى جانب ذلك مؤذِّناً في مسجد حي متروك لمدة ثلاثين عاماً، فعرفه أهل الحي بتوقيته المنضبط لأوقات الصلوات، وهو من المشهود لهم إن شاء الله بالصلاح والتقوى والعمل المبرور الذي يرجو به وجه الله تعالى.. عُرف بالدِّقة في الأداء والتوقيت السليم. أحبّه عارفوه وأثنى عليه مجتمعه بكلِّ شرائحه، لأنه ذو نكهة خاصة وبصمة متميّزة امتد به العمر حتى بلغ مائة عام، كانت مليئة بالسيرة الحسنة والصفحات المضيئة.. له من الأبناء سبعة .. عبد الله عمل موظفاً بالقطاع الخاص ثم تقاعد, صالح يعمل في التربية والتعليم وله إسهامات تطوعية وفي مواقع خيرية واجتماعيه, خالد هو الآخر في التربية والتعليم وإمام وخطيب لجامع السليمانية في عنيزة, أديب, مساعد, زياد, وأخيراً زميلنا القدير في ميدان الصحافة عبد العزيز ومعلّم اللغة العربية في مجمع العليان التعليمي بمحافظة عنيزة .. إنهم بحمد الله فتية آمنوا بربهم وزادهم الله تعالى هداية وتقوى، بفضل من الله تعالي ثم بالتوجيهات السديدة التي بثّها فيهم والدهم الفقيد، وقد غادر الحياة بعد أن ترك فيها رجالاً تسنّموا اليوم هرم المسئولية والعطاء، وله أربع بنات صالحات إن شاء الله.. نزح الشيخ القرعاوى ولمدة أثني عشر عاماً إلى الزبير بالعراق قبل سبعين عاماً طلباً للرزق، وعاد إلى مسقط رأسه عنيزة ليكمل فيها البحث عن فرص عمل وجدها في الصحة كما أشرت آنفا .. رحم الله الفقيد وغفر له وأسكنه فسيح الجنان، وألهم أبناءه وأسرته الصبر والسلوان.. سليمان بن علي النهابي