كان الفقيد فهد بن عوض الحربي رحمه الله واحداً ممن كان له تلك الصورة الناصعة في سيرته ومسيرته التي نال بها حب الجميع من الأصدقاء والمعارف وقبل ذلك وبعده من أسرته وذويه, عرفت الفقيد حينما كان مديراً لشؤون الموظفين في الإدارة العامة لتعليم البنات بمنطقة القصيم عندما دلفت للعمل الوظيفي في خطواتي الأولي للعمل وجلست في مكتبه واستمعت منه إلى التوجيهات الإدارية المفعمة بالحكمة وتجارب السنين وظللت طيلة السنوات اللاحقة استمتع بقراءة ما يرد من تعاميم ومخاطبات رسمية من إدارته توحي بما يحمله الفقيد من خبرات وتجارب, وبعد سنوات تم اختياره لموقع في مسقط رأسه محافظة عيون الجوى ليكون مندوباً لتعليم البنات فيها حتى تقاعده عن العمل, له من الأبناء والبنات والأحفاد عدد لا بأس تسنم أكثرهم ولا شك هرم المسئولية في هذا الوطن العزيز ولعل ابنه الأكبر الأستاذ محمد بن فهد الحربي وقد تزاملت معه في مسارين الأول المسار الصحفي حيث عمل لبضع سنوات في صحيفة الوطن والثاني العمل الإداري في العلاقات العامة في الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة القصيم فكان نعم الأخ والزميل وقد عكس صورة والده في الأخلاق العالية والخصال الحميدة.. وكان للفقيد عدد جيد من الإخوة والأشقاء منهم الأستاذ عبدالله عوض الحربي وقد زاملته في بداية عهدي بالصحافة عندما كان مدير لمكتب عكاظ بالقصيم, ومن أشقاء الفقيد الأستاذ عبدالرحمن عوض الحربي وهو رجل إعلامي مثقف ساهم في تقديم برامج ثقافية في إذاعة جدة وله العديد من الكتابات الصحفية والمؤلفات الثقافية التي انتشرت في المكتبات.. ولعل هذه الأسرة الكريمة وقد خرجت هذه الكوكبة تمنحنا صورة جميلة لعطاء هذه الأسرة المباركة, لقد كان الفقيد رحمه الله حاضراً في قلوب محبيه ومجتمعه وقد أحبه عارفوه لأنه ترك بصمات واضحة في مجتمعه وخلف جيلاً صالحاً يدعو له, اللهم أغفر له ورحمه وأكرم نزله وألهم أهله ومحبيه وعارفيه صبراً وسلواناً {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. - عنيزة