الحمد لله على ما قضى وقدر وليس للمؤمن عند حلول المصاب سوى أن يسترجع ويحمد الله على كل حال، وإذا كان الموت مصير كل حي طال به الزمن أو قصر فإنه مما يخفف وقع فجيعته عند رجل محبوب أن تكون حياته زاخرة بالمآثر التي تذكر فشكر، وها أنا أودع عزيزاً غالياً أخي الشيخ/ محمد بن عبدالعزيز الجميح، اللهم ضيفه بدار كرامتك، وحسبي أن أذكر اسمه ليقول الجميع معي كلنا نعزي فيه كيف لا وهو الذي أحبه الجميع لما تتسم به علاقاته من الطيبة والترفع عن الدنايا، مؤدياً للواجبات واصلاً في المناسبات، مبادراً في الصالحات الباقيات، حاضر البشاشة، كريم الخصال، حميد السجايا، لا يعرف الكبر في تعاملاته ولا التعالي في علاقاته، مشفقاً على نفسه من التقصير رغم اجتهاده، مخفياً عطاءه رغم كثرته، لا يغيب عن واجب أوصله، ولا يلوم مقصراً، في مقابل ذلك يبحث عن أوجه الخير ليكون له فيها أثر وعطاء ويتوانى عن الظهور رغم بحث الأضواء عنه وتشرفها بمثله، عايشته وجاورته مع عمه وإخوانه عشرات السنين، فما ازددت إلا محبة له وتعلقاً به وثناءً عليه، رجل جمع الصلاح في دينه والتواضع في تعامله، والمساهمة في كل عمل خير يبلغ مسامعه، محب لوطنه وولاة أمره، حاثاً أسرته على هذه الخصال الحميدة، شأنه في ذلك شأن من سبقوه من أهله ومن بقوا بعده، أمد الله في أعمارهم، لا تسمع في مجالسه ما يسوء، ولا ترى في وجهه إلا البشر والسماحة، اللهم أسكنه الجنة وارفع درجاته فيها، وألهم محبيه وأسرته كافة الصبر والاحتساب، أخص منهم رفيق دربه الأخ الصديق الشيخ/ حمد بن عبدالعزيز الجميح، وابنه الصديق إبراهيم، وإنا على فراقك يا أبا إبراهيم لمحزونون. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.