كعادتها تبدع المملكة، وتقدم النموذج العربي والإسلامي، في إدارة الحشود، وتجعل مهمة الحجاج سهلة وميسرة، وتجند كل طاقاتها لخدمة الحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة كل عام، وتقف هذا العام 1440ه على خدمة 2.5 مليون حاج، وتوفر كل احتياجاتهم من الأمن والسلامة، والسكن والغذاء، والرعاية الصحية. فحج هذا العام ناجح بكل المقاييس، وخالٍ من المشكلات -بفضل الله- ثم الجهود العظيمة التي قدمتها حكومة خادم الحرمين الشريفين، والتي عملت بكل إمكاناتها، وبأكثر من 350 شخصًا من50 جهة حكومية وخاصة لخدمة الحجاج، وبذلت الغالي والنفيس لتسهيل تأدية هذه الشعيرة العظيمة، وضربت بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بأمن الحج. ورعاية المملكة للحرمين الشريفين، ومسؤولية قيادتها، ومواطنيها تمنع من أن تصبح الأمور فوضى، فالحرمين الشريفين بأيدٍ أمينة، ورعاية كريمة منذ تأسيس المملكة على يد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ولم يسبق للمملكة أنها كانت سبباً في منع أي مسلم من الحج والعمرة، بل ترحب بجميع المسلمين. هناك من يحاول تسيس الحج، بسبب فشله السياسي، واستغلال ظروف مواطنيه لغايات ضيقة ويطالب بتدويل الحرمين الشريفين، وإفساد عقائد الناس، ونشر الفوضى، والرعب بينهم، وهذا يكشف لنا نوايا بعض الدول الحاقدة على المملكة، فأحلامهم ربما جعلتهم يعتقدون أنهم يستطيعون أن يديروا شئون ملايين الحجاج، وهذا بعيد عليهم. والواجب أن يتعاون الجميع ليؤدي المسلمين الحج في أمن وأمان، والمملكة عملت على تسهيل وصول الحجاج عبر تطوير الطرق والموانئ والمطارات، وأنفقت المليارات في توسعة المشاعر المقدسة، وتسهيل وصول الحجاج، والمعتمرين إلى الأراضي المقدسة، ناهيك عن ضيوف خادم الحرمين الشريفين لحج هذا العام على نفقته الخاصة. ونرد على المشككين بقدرة المملكة على إدارة الحج، وعلى من ينكر جهودها، ونقول لهم موتوا في غيظكم، فاستضافة 2.5 مليون حاج من الخارج، والداخل في فترة قصيرة، ومنطقة واحدة بأمنهم وتحركهم اليومي، وأكلهم وشربهم، ولغاتهم وعاداتهم، لهو أكبر دليل على تميز المملكة، وقدرتها على إدارة حشود الحجاج بكفاءة عالية. وقد أبرز الحج القدرات الإنسانية لرجال الأمن، والمنظمين والمرشدين والمتطوعين، ولا يفوتنا أيضاً أن نشيد بالخيرين من أهلنا، الذين أرسلوا مئات السيارات من الأغذية والمياه، والمظلات مجاناً للحجاج، ولعل هذه الصدقات هي من سيشفع لنا كدولة، ومواطنين في أن يظل هذا البلد آمناً برعاية الله، وقيادته الحكيمة. كل الشكر لسمو وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود، وسمو أمير مكة الأمير خالد الفيصل وسمو نائبه الأمير بدر بن سلطان، ولرجال الأمن، ولمن ساهم في التنظيم، والسيطرة على الحشود وفك الاختناقات، وأكد للعالم أن السعودية بلد الأمن، والاستقرار برعاية الله، ثم بعناية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-.