تدخل رابطة دوري المحترفين في تجربة مختلفة مع اقتراب انطلاق منافسات الموسم الجديد الشهر المقبل، وكانت الرابطة منذ تدشينها قبل سنوات تطل على الوسط الرياضي بشكل مغاير عن اتحاد القدم الذي تنضوي تحته عدة لجان منها قضائية تصدر قرارات مفصلية تسفر عن آراء حادة ومتضادة تطيح بالكثير من الأسماء وتجعل الاتحاد على صفيح ساخن على مدار الموسم، بينما تسكن الرابطة في معظم المواسم في الركن الهادئ وتقتصر أدوارها على الجوانب التنظيمية لبطولة الدوري. في الموسم الماضي.. الموسم الأسوأ إدارياً عطفاً على ماحدث داخل أروقة اتحاد كرة القدم من تغييرات لم تتوقف حتى اللحظات الأخيرة، كانت الرابطة أيضاً بعيدة كل البعد عن مناطق الجدل والصخب الدائر في الوسط الجماهيري والإعلامي، ويرى بعض المهتمين أن الملفات الشائكة لم تسند للرابطة، ولذا من الطبيعي أنها لم تخضع لتقييم المتابعين في أحداث ومنعطفات مرت على كرة القدم السعودية، رغم يقيني بأن إدارة الرابطة تمكنت من احتواء اجتماعات طاحنة احتضنتها الرابطة في الموسم المنصرم، كانت فيها الاختلافات تحضر على ملفات ومواضيع متنوعة وكان رئيس الرابطة الزميل «مسلي آل معمر» يظهر إعلاميا ويصافح الجماهير بابتسامة وبأسلوب إعلامي بارع متحدثاً عن جزئيات محددة دون إسهاب، ساعياً لتقديم كل تلك الاختلافات بأنها نتاج ملتقيات للحوار الهدف منها تمكين الأندية من تقديم آرائهم وتفعيل أدوارهم الحقيقية داخل مجلس الرابطة كشركاء في صناعة القرار، وسرعان ماتنتهي تلك الاجتماعات والأحاديث بهدوء، وحينما نعود للساحة بجدلها وصخبها وضجيجها، لا نلمح سوى اتحاد القدم.. وسهام النقد توجه إليه، لكونه يحمل الهم الأكبر والملفات الأكثر سخونة! الحال تغيّر قليلاً، هكذا تتضح الصورة بعد انتقال أعمال لجنة المسابقات أخيراً إلى «الرابطة»، وبذلك ستكون مهام أحد أهم اللجان تحت مسؤولية الرابطة، إذ ستدخل «الرابطة» في اختبار حقيقي بأعمال تلك اللجنة، وربما تكون الذاكرة القصيرة لكل الرياضيين قد تسترجع ماحدث من لجنة المسابقات في الموسم الماضي، وما صاحب إصدار جدول الدوري، لكون الجدول الرسمي تم تعديله بعد أقل من شهر دون تقديم مبررات مقنعة للمجتمع الرياضي، علاوة على عدم مراعاة مشاركات الأندية الخارجية وإقحامها في أزمة مباريات متتالية مع نهاية الموسم! المأمول بعد اعتماد الرابطة لتشكيل لجنة المسابقات برئاسة «أحمد الراشد» أن تتم الاستفادة من التجارب الماضية، وتجاوز الأخطاء التي وقعت بها اللجان السابقة لتقديم عمل منظم يكون أحد أهم أسباب نجاح المسابقة، مع التأكيد أن جاهزية الملاعب والتعاون الكبير من الجهات ذات العلاقة سيسعف لجنة المسابقات لتقديم العمل المنتظر من الجميع، والمؤكد أن الغالبية مهتمون بتقييم الرابطة وعملها بشكل أكبر انطلاقاً من تجربة «لجنة المسابقات».