لم يعد غريبا مشاهدة رؤساء الأندية السعودية داخل ملاعب كرة القدم وجدالهم مع الحكام أثناء سير المباريات الرسمية وبين شوطيها، إذ أضحى ذلك مألوفا في ظل إصرار عدد كبير منهم على ضرب عدد من قرارات ولوائح الاتحاد السعودي لكرة القدم عرض الحائط، وهم يقتحمون ميادين مباريات كرة القدم وغرف الحكام والمراقبين تحت ذرائع مختلفة وبمبررات متنوعة تتعاطى معها الأجهزة المعنية بكثير من التجاهل. ورغم أن اتحاد القدم كان قد أصدر قبل موسمين قرارا صريحا بهذا الشأن ينص على حظر رؤساء الأندية من دخول ملاعب كرة القدم تجنبا ل «الفوضى» التي يحدثونها بعد نهاية المباريات، والتأثير على تركيز قضاة الملاعب حتى ولو كان قد تم تسجيل أسمائهم في الكشف الرسمي لفرقهم في المباراة لدخول أرضية الملعب أو الجلوس على مقاعد البدلاء بعد بدء الشوط الأول، إلا أن ذلك لم يجد آذانا صاغية لديهم منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم. وبالمقارنة بين ما يحدث في أكبر المسابقات العالمية بل والإقليمية وبين ما يحدث في ملاعبنا تبدو الصورة أكثر إيلاما على الغيورين على رياضتنا، من منطلق حضارية المنظر الذي يجب أن تكون عليه رياضتنا درء للشبهات وتفاديا للتأثير على الحكام وإثارة الرأي العام. إذ تنص لوائح الاتحاد الآسيوي الذي ينضوي تحته اتحادنا المحلي على أنه لا يسمح لكائن من كان التواجد على أرضية الملعب غير من هو مصرح له بذلك، سواء كان مسؤولا في الفريق أو تابعا للناقل الرسمي أو الملعب وحتى المصورين الفوتوغرافيين، كما أنه لا يحق لهؤلاء المصرحين التواجد منطقة المباراة من غير أطراف اللعبة الحكام واللاعبين والأجهزة الطبية والمراقبين في حدود ضيقة ومحددة. وهو ما كان قد شدد عليه في تصريح سابق مدير العلاقات العامة والإعلام في رابطة دوري المحترفين السعودي أحمد المصيبيح قبل انطلاق مباريات الدوري الثاني، وبين حينها أن الأندية التي ستخالف سيفرض عليها عقوبات وسيتم رفع ذلك للجنة الانضباط لفرض عقوبات على المخالفين، وأن هذه الضوابط تتماشى مع لوائح وأنظمة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، لافتا إلى أن التنظيم المميز يزيد من نقاط تقييم معايير الاتحاد القاري ومن الضروري أن نسير بدقة خلف أنظمة الاتحاد الدولي ولوائحه. وخلال هذا الموسم تكرر دخول إداريين إلى أرض الملعب أثناء وبعد المباريات بطريقة أثارت الجدل، وأحدثت ردود فعل واسعة تصدرها نقاش رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي مع الحكام في أكثر من مواجهة، كان آخرها أول أمس أمام فريق الوحدة في كأس خادم الحرمين الشريفين، ورئيس النادي الأهلي الأمير فهد بن خالد في لقاء الخليج دوريا، وإداري الفيصلي مدلج المدلج في مواجهة النصر في الدور الأول. ويأمل الرياضيون ووفق ما حملته مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن يكون هناك منع تام لتواجد الرؤساء على دكة البدلاء أو في محيط المعشب الأخضر، وحصر تواجدهم على المنصة أو تخصيص مكان لهم في مدرجات الملعب، تفاديا لأي شبهات ومنعا لإثارة الجدل ومن أجل الصورة العامة التي يفترض أن تكون عليها رياضتنا. وبحسب مصادر مقربة فإن تحركات قوية من اتحاد القدم تسعى لوضع آلية حازمة للحد من هذه الظاهرة، وقصر حضور الطواقم الفنية والمنسقين إلى ميدان المباريات ومنع أي من رؤساء الأندية التواجد داخل الملعب تفاديا للنقاش مع الحكام والحديث إليهم. وهو ما شدد عليه رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد الذي قال مصرحا ل «عكاظ»: إن العمل جار على ذلك، وسيتم البحث بعناية لوضع الحلول، حيث يتم حاليا دراسة هذه الناحية، وليست من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم فقط بل وجهات أخرى معنية بهذا الأمر. لافتا إلى أنه سيكون هناك قرار حول هذا الموضوع الحساس والمهم، سيما بعد المطالب الجماهيرية الواسعة للحد من هذه الظاهرة.