(الفضة والصفر والنحاس) هو معدن وادي الفرع رغم أن المراجع المتاحة لم تحدد على وجه الدقة القبيلة أو القبائل القائمة على هذا المعدن إلا أن وقوعه في منطقة شمام باهلة يرجح كون قبيلة باهلة هي المعنية به، ورغم ذلك فإن درجة أهمية تحديد هذه القبيلة ليس ذا أهمية كبيرة. ومن هذا المقال نستأنف الحديث عن معادن اليمامة بعد أن تمت الكتابة عن معدن ثنية عصام (معدن ذهب في أعلى وادي ذي طلوح) وقد عبرت عنه بأنه في أعلى وادي أبي مروة بسبب كون هذا الوادي أحد الروافد الرئيسة، وإلا فإن الوادي الرئيس هو وادي الخنقة الشهير.. يقوم الحسن بن عبدالله الأصفهاني في كتابه بلاد العرب ص 382: (من معادن اليمامة: خزبة وشمام وهو بسواد باهلة...). معدننا إذن الآن هو معدن شمام فما هو شمام هذا؟ يجيبنا الهمداني بقوله في صفة جزيرة العرب ص292: (وشمام قرية كانت عظيمة الشأن هي من شط العرض الأيسر إلى المنحدر وابنا شمام جبيلان طويلان جداً مشرفان على سخين وسخنة قريتين ونخل لباهلة...) إذن فكما أسلفت المنطقة على الأغلب باهلية. ويؤيد الهمداني كلامه السابق في كتابه الجوهرتين العتيقتين ص123 فيقول: (تسمية معادن الفضة: ومنها معدن شمام الفضة والصفر من أرض نجد وشمام قرية عظيمة كان فيها فيما يقال ألف من المجوس، وكان فيها بيتا نار وابنا شمام جبلان بها وقد خربت وكان عمرانها في الجاهلية وأكثر مدة الإسلام...). إذن فهي -أي معدن شمام- قرية خربة كما سيأتي الكلام عن وضعها الحالي ولنواصل مع الهمداني وصف موقعنا فماذا يقول في كتاب صفة جزيرة العرب ص 294: (وفي فرعه الثنية ثنية السود سود باهلة وعن يمينه من دون الثنية ماء يقال له المغيرا وقرية عظيمة يقال لها العوسجة وهي معدن، وكذلك شمام معدن فضة ومعدن نحاس...). وقد سبق لنا في مقال تحديد معدن العوسجة وأنه الأمار وتم ملاحظة معدن آخر بقربه يقع في قرية الفرع في وادي الفرع إلى الشرق من هذه القرية يخترق جبال السود ويصب في وادي السرداح، وهذا المعدن قديم الاستثمار وينطبق عليه الأوصاف السابقة فهو من وجهة نظري معدن شمام، وأنا في هذا المقال أعيد التوصية لجهة التعدين الوطنية أن تبحث في هذا المعدن المهم (معدن فضة ونحاس). والله الموفق. ** **