بعد أن يغادر حاج اليمامة معدن العيصان في إطار سيره على الطريق الأيمن وقد سبق أن اخترت في مقال سابق أن قرية العيصان هي قرية داحس بقرب (إلى الشرق) من ماسل - يصل الحاج إلى قرية الأحسن وجباله (الأحاسن) التي إضافة إلى كونها منزل للحاج فهي معدن غزير للذهب (أو/و) الفضة فماذا قال البلدانيين عن هذه القرية: قال نصر الأسكندري في كتابه الأمكنة والمياه والجبال والآثار ج1 ص 69 ( وأما الأحسن بفتح الهمزة وسكون الحاء المهملة وبعدها سين مهملة ونون - قرية بين اليمامة وحمى ضرية لبني كلاب بها حصن ومعدن ذهب وهو طريق أيمن اليمامة وهناك جبال تسمى الأحاسن وقال النوفلي: يكتنف ضرية جبلان يقال لأحدهما: وسط وللآخر الأحسن فيه معدن فضة ...). وقال ياقوت الحموي في معجم البلدان ج 1 ص 195 : (أحسن بوزن أفعل من الحسن ضد القبح، أسم قرية بين اليمامة وحمى ضرية، يقال لها معدن الأحسن لبني أبي بن كلاب، بها حصن ومعدن ذهب وهي طريق أيمن اليمامة وهناك جبال تسمى الأحاسن...). ويؤيد كون جبل الخوَّار (بالتشديد) هو الأحسن أو الحسن كما هو عند الهمداني في كتاب صفة جزيرة العرب ما يلي: 1/ وجود قرية مجاورة له وهي قرية العويجاء. - وقوع الجبل على سمت مناسب (قبلة) من المعدنين الكواكب (الكويكب) ومعدن العيصان التي سبق أن أخترت أنها (داحس) وهي المنزل السابق لمنزلنا ومعدننا الأحسن. - وجود رمل في قبلة الجبل وذلك مناسب لقنيع الذي عرفه البلداية بأنه الأرض الصلبة بعد الرمل كما وصف جبل الضمر والضانك (المصلوم من وجهة نظري) بأنه في أقبال الرمل قصد الضمر والضائن أي باتجاهما وهذا مطابق لوصف جبل الخوَّار والمنطقة تفتقد إلى الرمل عموما إلا في هذا الموقع . - وصف الهمداني في صفة جزيرة العرب ص 299 : (الحسن والحسن قرن أسود مليح وهو معدن ذهب غزير ...) والقرن قال الأصمعي : الحجر الأملس النقي الذي لا أثر فيه أبداً وكذلك جبلنا أسود مليح، كما هو وصف الهمداني ولست أدري هل له تسمية مميزة حاليا وعموما فجبل الخوار كله جبل جميل المنظر ولعله من هنا اكتسب التسمية . المتأخرون والحسن أو الأحسن : -اختار الأستاذ عبد الله الشائع أن حمة ذريع قرب البجادية وهي جبال الأحاسن وهذا الاختيار ليس على السمت المناسب حيث يقع شمالاً عن السمت المناسب والبعد عن ضرية (ليلتين) أي ما يقارب 76 كيلو متر . - اختار الأستاذ سعد الجنيدل - رحمه الله - جبال الأسودة أنها الأحاسن وهو اختيار قوي إلا أن الأسودة لا تقع على الأسمت المناسب فهي ليست قبلة عن جبل الكوكبة وقرية (داحس)، بل جنوباً عن القبلة داحس هي العيصان من وجهة نظري . أوجه دعوة إلى الجهة الوطنية للتعدين للبحث عن المعدن في هذا الجبل وإيقاف الشركات عن أخذ الصخور منه حتى التبين من هذا المعدن فقد وصفه الهمداني بأنه غزير الذهب. ** **