الخنفس اسم لحشرة معروفة ولكن ماءنا اكتسب اسم هذه الحشرة لأسباب تخفى وقد سبق نشر مقال عن ماءةٍ بقرب (شمال) بلدة الربيعية في القصيم قرب بلدة الشماسية وكان اسم الماءة البعوضة وهي –عندي- ما يسمى حالياً (الركية). ولنعد الآن إلى ماءة الخنفس قبل أن تفر منا قبل التعرف عليها. يقول صاحب كتاب بلاد العرب الحسن بن عبدالله الأصفهاني ص 368: (وعن يسارك إذا كنت بأعلا الهلبا مياه لباهلة من السود، وعلى تلك المياه نخيل منها مريفق و جزالا والخنفس والعوسجة وهي معدن بها تجار ونخيل). وننتقل الآن إلى نص آخر يوضح نصنا السابق مزيد توضيح ويلقي عليه الأضواء، يقول نصر الاسكندري في كتابه الأمكنة والمياه والجبال والآثار ج1ص450: (أما بالخاء: ناحية من أعمال اليمامة قريبة من جزالا ومريفق بين جراد وذي طلوح وبينها وبين حجر سبعة أيام أو ثمانية...). ولحسن الحظ فإن جزالا التي وصفت بقربها من الخنفس لا زالت معروفة تحمل نفس الاسم وجراد الذي وصف الخنفس بأنه بينها وبين ذي طلوح معروف أيضا وهو ما يسمى الآن (نفود السر) أما ذو طلوح فقد اخترت في مقال سابق أنه وادي الخنقة، ولعل أقرب مورد ينطبق عليه الوصف السابق هو بلدة الحرملية حيث أنها لصيقة بالهلبا (حدبا قذلة) ويسارها، وأما وصف الهمداني في صفة جزيرة العرب ص291 (الخنفس وخلص مشرفتان على ذي خشب ... ذكر الخنفس من مياه الشريف وهو من مياه مأسل جأوه...) وهي مواضع بعيدة إلى الغرب عن خنفسنا بمسافات كبيرة إذن هو يتحدث عن مورد آخر غير موردنا ولكنه يحمل نفس الاسم وسنبحث عنه –بمشيئة الله- في مقال لاحق آخر. ** **