سبق أن حددنا في مقالات سابقة حجر وسوقها وهي منطلق طريق الحج الأيمن وغيره من الطرق التي تبدأ من حجر اليمامة. رحبة الهدار: وهو في أعلى وادي العرض (وادي حنيفة) أي مبتدأه، وقد أوردها ياقوت الحموي خلال حديثه عن الأبكين في معجم البلدان ج1 ص75 فقال: (الأبكين بلفظ التثنية بفتح أوله وثانيه وتشديد الكاف: هما جبلان يشرفان على رحبة الهدار باليمامة..)، وكرر الكلام عليها أيضاً عند الحديث على رحبة الهدار باليمامة ج3 ص36: (باليمامة قال الحفصي: الأبكين جبلان يشرفان على رحبة الهدار ثم تنحدر في النقب، وهو الطريق في الجبل فإذا استويت تل الرحبة في صحراء مستوية.. (إلى قوله) ثم تمضي حتى تخرج من الرحبة فتقع في العقير..). والأبكين جبيلين لا زالا يحملان نفس الاسم يخترقهما الطريق المسفلت القادم من العيينة والمتجه إلى سدوس حين يصعد إلى أعلى.. قال الهمداني في صفة جزيرة العرب ص285: (ثم تمضي في رأس العارض ويحبس عليك العرض فترد القرية من وراء الأبكين –وهما قرنان جبيلان- قرية بني سدوس...). والرحبة هي المكان المستوي الذي فيه رحب وسعة وقد ذكر في آخر النقل السابق فتقع في العقير وسنتحدث في مقال لاحق إن شاء الله عن العقير وأباض وغيرهما. وقد أضيفت الرحبة إلى الهدار لقربها بل التصاقها بها. وقد اختار الشيخ عبدالله الشايع رحمه الله أن اسم العيينة قديماً هو العيين ثم أورد قول الهمداني في صفة جزيرة العرب (ثم تمضي في فرع العرض والعيين وهو لبني عامر عن يسارها ثنية الاحيسي). وأختلف مع الشيخ عبدالله بن محمد الشايع رحمه الله في ذلك حيث أن العيينة لا تقع للناظر من جهة اليمن -كما هو حال الهمداني- فإن ثنية الاحيسي والحال كذلك لا تقع إلى يسارها بل يمينها وهذا الكلام لعله ينطبق على عيينة أخرى قرب ثنية الاحيسي قبل قرقرى بقربها بعض النخيل القديم لست أدي ما اسمها الحالي ومن وجهة نظري أن العيينة حالياً هي الهدار قديماً بلد ومنشأ الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله قال نصر اسكندري ج2 ص589: (أما بفتح الهاء وتشديد الدال والراء: ناحية باليمامة بها كان مولد الكذاب مسيلمة بن حبيب). ويؤيد ذلك في صفة جريرة العرب ص284 )ثم أباض والجعاد وعقرباء وبها قتل جيش خالد بن الوليد مسيلمة بن حبيب الحنفي ثم ظفر خالد وخربها آخر النهار وهي عدوية أيضاً ثم الهدار و هي ذهلية من ذهل بن الدول والهدار حصون ونخول وقصور عادية...). وسنتكلم إن شاء الله لاحقاً في مقال قادم عن كل من أباض والجعاد وعقرباء ولكن مؤقتاً سنفشي سر أننا نختار أن أباض هي الجبيلة التي بها دفن زيد بن الخطاب رضي الله عنه وهو مدفون فيها كما هو مشهور. ** **