الاسم منسوب ومضاف إلى العوسجة وهي الشجرة الشوكية المعروفة، ولذلك تعددت المواضع التي تحمل نفس الاسم وليس المجال -ها هنا- في مبحثنا هذا لحصرها ولكن أشهرها موضع (منزل) على طريق حاج البصرة شمالاً ويقع إلى الشمال من بلدة الربيعية التي بقرب الشماسية، ولكنه لا يحمل حاليا هذا الاسم بل يسمى البريكة نسبة إلى بركة من برك الحجاج فيه ولكن موضعنا يقع في منطقة أخرى سنتطرق إليها لاحقا على شاطئ السرداح في منطقة شمام العرض قرب القويعية وغربا عنه بمسافة تقع بلدة الرويضة. وسنستهل موضوعنا بأن نقدم بين يديه نقلا يوضح للمتابع المزيد. يقول ياقوت الحموي في كتاب معجم البلدان ج2 ص168 (العوسجة بفتح أوله وسكون ثانيه وسين مهملة والعوسج: شجر كثير الشوك وهو الذي يوضع على حيطان البساتين لمنع من يريد السرق منه له ثمر أحمر قال أبو عمرو: في بلاد باهلة من معادن الفضة يقال لها عوسجة ويقول الحسن الأصفهاني في كتاب بلاد العرب ص 368: (وعن يسارك إذا كنت بأعلى الهلباء مياه لباهلة من السود وعلى تلك المياه نخيل منها: مريفق، وجزاله والخنفس والعوسجه وهي معدن بها تجار ونخيل...). ويقول الهمداني في صفة جزيرة العرب ص299: (ومعدن العوسجة من أرض غني فويق المغيراء ببطن السرداح... ويقابل المغيرا قرن يقال له الوتدة في بطن الوادي..) (وفي فرعه الثنية ثنية السود سود باهلة وعن يمينه من دون الثنية ماء يقال له المغيرا وقرية عظيمة يقال العوسجه وهي معدن..). ومن النصوص الماضية يمكن تحديد موقع هذا المعدن فالسرداح واد معلوم والمغيرا التي هي واد يدفع في السرداح ماء وجبل في بطن الوادي يدفع فيه الوادي وهو جبيل الضريب حالياً الوتدة سابقاً الذي يقع إلى الشمال من الجسر الذي على وادي السرداح والوادي الذي يدفع في الجبل اسمه حالياً المشعر واسم الماء في هذه القرية (المغيرا قديما من وجهة نظري) أيضا المشعر وأما المعدن الذي وصفه الهمداني أنه فويق أي أعلى من المغيرا فهو معدن (الأمار حديثاً) (العوسجة قديماً). كذلك يلاحظ أن ثمة معدنا قرب الأمار لم يستغل حتى الآن ولكن يبدو أنه استغل قديما وذلك في وادي الفرع شرق قرية الفرع في ممر داخل جبال السود قرب القرية وأوجه نداء إلى وكالة وزارة البترول للثروة المعدنية لاستغلاله وقد يكون امتداداً لمعدن العوسجه (الأمار حديثا) لقربهما من بعضهما جداً. والله الموفق ،،، ** **