نجحت المملكة في قمم مكةالمكرمة الثلاث في جمع الدول الخليجية -باستثناء قطر- وجمع الدول العربية والدول الإسلامية في تحديد الخطر الذي يهدد الخليج العربي والوطن العربي والعالم الإسلامي بدولة محددة هي إيران ومن يدور في فلكها قطر والميليشيات الشيعية وتركيا التي كشفت عن أطماعها صراحة في الوطن العربي. القمم الثلاث في مكةالمكرمة التي اختتمت صباح يوم السبت الماضي تهدف إلى عزلة إيران إقليمياً بعد أن عزلتها أمريكا وحاصرتها سياسيا وعسكريا واقتصاديا، فجاءت القمم الثلاث لتؤكد عزلة إيران إسلاميا وجغرافيا وتحاصرها حضاريا، حيث بقيت وحيدة إلا من تركيا التي تتجه في نفس المسار، وقطر التي تحولت إلى مكتب خدمات لإيرانوتركيا. إن حشد أكثر من (41) دولة إسلامية، وحشد الرأي العالمي حول مواقف إيران العدوانية تجاه الوطن العربي ودفع المنطقة إلى الإرهاب والتطرف، يعتبر شجاعة من المملكة التي تحملت المسؤولية عن دول الخليج والوطن العربي والعالم الإسلامي في التصدي لإيران وكشف أوراقها وتعرية موقفها السياسي، وتحمُّل التبعات التي ستحدث فيما بعد، وهذه هي شجاعة الدول الكبرى التي تقف عند مسؤولياتها، كما تحملت سابقا في تحرير الكويت من الاحتلال العراقي عام 1991م، وقيادة التحالف العربي لعودة الشرعية لليمن عام 2015م، وإيران التي كانت شرطي الخليج زمن الشاه والدولة البهلوية تريد أن تلعب هذا الدور وتدفع بالإرهاب والتطرف للخليج والوطن العربي، لذا تحركت المملكة على جميع المستويات لتصحيح الوضع السياسي في الوطن العربي ووقف أطماع إيران. إذاً نحن أمام تشكل سياسي في الخليج العربي بعد أن تنجح جهود المنطقة في لجم إيران وعودتها إلى حجمها الذي يجب أن تكون عليه، ووقف أطماع تركيا في كسب واحتلال الأراضي السورية والعراقية تحت مظلة محاربة الأكراد ومنع قيام دولتهم. المملكة تملك القدرة لبناء خليج عربي قوي ومستقر، كذلك الحال في مساعدة الوطن العربي ليتعافى من أوجاع وكوارث الربيع العربي .