كالعادة.. لا تزال (الجوائز) الأدبية محلياً وعربياً وعالمياً، من أبرز القضايا التي تشهدها الساحة الثقافية من جائزة إلى أخرى، التي يزداد امتداد خارطتها بامتداد ما تثيره من حراك وتفاعل جماهيري عبر وسائل الإعلام، ومن خلال شبكات التواصل الاجتماعي بمختلف وسائطها، حيث جاء فوز الكاتبة العمانية، الدكتورة جوخة الحارثي بجائزة (مان بوكر) العالمية 2019م، عن روايتها «سيدات القمر» المترجمة إلى الإنجليزية، التي ترجمتها الأمريكية مارلين بوث (64 عاما)، وصدرت بعنوان «سلستيال باديز»؛ حيث رصدت «المجلة الثقافية» منذ إعلان الجائزة، تفاعلاً محلياً وخليجياً وعربياً، جاء في مقدمته تهنئة الكاتبة بهذا الفوز الذي شهد إشادة بما تمتلكه جوخة من حضور سردي عربي، رغم أنها لم تصدر حتى فوزها بالجائزة سوى ثلاث روايات، تعد «سيدات القمر» ثانيها، الأمر الذي زاد من تأكيد المتفاعلين على أن الإبداع نوع لا كم؛ كون جوخة أول عربية تفوز بالجائزة! فيما بلغ تضارب الآراء ذروتها، تجاه وصف مثقفات فوز الحارثية بالبوكر بأنه تأكيد على قدرة (الأنثى)، على أن تسترد وتستحوذ على المزيد من المساحات في المدونة العربية السردية، بعد أن كانت تقبع على هامش السرديات في الكثير من المجتمعات العربية.. فيما جاءت ردود «النفي» بأن الكتابة أيًّا كان جنسها لا يمكن تصنيفها إلى أنثوية وأخرى ذكورية، بينما أعاد متفاعلون آخرون إلى ذهنية أنصار الكتابة الأنثوية إلى فوز الروائية السعودية رجاء عالم، والروائي المغربي محمد الأشعري، ب»جائزة البوكر» 2011م (مناصفة)، ما زاد من احتدام الآراء حول الكيفية وآليات التحكيم التي تتناصف بها الكتابة الإبداعية الجوائز شعراً كانت أو سرداً!! ما جعل من (لجان) تحكيم الجوائز الأدبية وقوداً لتفاعل وسائط التواصل. كما لم يكن (الرهان)، على العمل الإبداعي، وثقة كاتبه فيه، غائباً عن تفاعل الآراء وتقاربها، التي التقت في أن ثقة المبدع في ترجمة إبداعه إلى لغة أخرى، يعد الرهان على (النوعية)، فيما وصفه آخرون بالتحدي (المركب)، عندما يتصدى لمضمار المنافسة على الجوائز؛ إلى جانب ما أثاره متفاعلون تجاه المبدع وما تفترضه ثقته فيما يكتب من تسويق لإبداعه؛ فيما أشاد آخرون بالحارثية روائية وبوث (64 عاماً)، مترجمة، إذ أكد مترجمون أن الإبداع المترجم لا يمكن أن يكون نسخة أخرى «مساوية» للنص المترجم!