يعمد كثير من الصائمين خلال شهر رمضان المبارك إلى تغيير ساعات نومهم؛ لتتلاءم مع أوقات وجبات الطعام، ولاسيما السحور. لكنَّ أطباء مختصين يرون أن ذلك إذا تم من دون التفكير في مدى أهمية النوم الجيد والكافي قد يجعل الصيام أكثر صعوبة. ويعزو الدكتور فيشال، اختصاصي طب النوم في مركز اضطرابات النوم التابع لمستشفى كليفلاند كلينك بالولايات المتحدة، السبب في ذلك إلى تأثير قلة النوم في قدرة الإنسان على العمل، وفي تنظيم الهرمونات التي تتحكم في شهية المرء لتناول الطعام، موضحًا أن هناك ثلاثة عوامل مهمة تقف وراء ارتفاع جودة النوم، تتمثل في «الالتزام بجدول نوم ثابت، والحصول على فترة كافية من النوم المتواصل، واتباع عادات نوم صحية مثل إغلاق الشاشات والوجود في الأماكن الهادئة والمريحة قبل النوم». وقال: «يعمد البعض إلى تغيير عاداتهم تغييرًا كبيرًا خلال شهر رمضان اعتمادًا على نمط حياتهم والتزاماتهم، مثل العمل أو الأسرة، ولا يمكن القول إن أحد الأنماط أفضل من الآخر. ولكن بغض النظر عن أسلوب الحياة الذي يتبناه المرء في رمضان ثمة خطوات يمكن اتخاذها للمساعدة في الحصول على قسط كافٍ من النوم خلال الشهر الفضيل، يكون كفيلاً بإعدادهم بسهولة أكبر لجدول حياتهم اليومي الاعتيادي بعد ذلك». وقدم الدكتور فيشال نصائح تلائم ثلاثة أنماط نوم شائعة في رمضان: 1. التمسك بالروتين اليومي العادي. وفيه سيكون بإمكان المرء الذي يتبع هذا النمط في رمضان الرجوع بسهولة إلى نمط حياته الروتيني بعد رمضان؛ إذ من المحتمل أن يحصل على نحو سبع ساعات من النوم الذي يمكن أن يكمله بغفوة سريعة بعد صلاة الفجر. ومن الجيد هنا التأسيس لروتين ثابت، يستيقظ فيه المرء يوميًّا في الوقت نفسه تقريبًا، بدلاً من مواصلة النوم في عطلة نهاية الأسبوع. 2. الاستفادة من انخفاض عدد ساعات العمل في الحصول على غفوة قبل الإفطار؛ إذ تخفض الكثير من الدول الإسلامية عدد ساعات العمل خلال شهر رمضان؛ لذلك يترك الناس أعمالهم في وقت مبكر، ويجدون الوقت الكافي لغفوة إلى أن يحين وقت الإفطار. ولا خوف من الآثار الطويلة للعادة الجديدة نظرًا لامتداد شهر الصوم لفترة محددة. ولكن ينبغي مع ذلك أن يكون هذا النمط متسقًا، ويتم اعتماده طوال شهر رمضان، مع ضرورة الحصول أيضًا على فترة نوم متواصلة من خمس ساعات أو ست على الأقل. وبعد شهر رمضان يُنصح بنقص ساعات غفوة ما بعد الظهر تدريجيًّا؛ وذلك لوقفها تمامًا بعد بضعة أيام. 3. تحويل الليل إلى نهار ربما يكون هذا الخيار هو المفضل لمن لا يعملون أو يستطيعون العمل في نوبات ليلية بدلاً من النهار. وهنا يقول الدكتور شاه: قد يواجه المرء الذي يعمد إلى هذا النمط من النوم صعوبة في العودة إلى روتينه الاعتيادي بعد رمضان، وذلك لمدة أسبوعين تقريبًا. ويمكن مع ذلك تخفيف هذا الإجراء عن طريق ضبط ساعات النوم؛ لتصبح أقرب شيئًا فشيئًا كل يوم إلى وضعها الطبيعي. وإضافة إلى ذلك، على المرء المتبع هذا النمط خلال رمضان الحرص على محاكاة بيئة النوم الليلية بإبقاء غرفة النوم مظلمة، وممارسة عادات النوم السليمة، مثل إغلاق الشاشات، ومنع الضوضاء، وضمان درجة حرارة مريحة.