في تعدٍّ سافر على الآثار والنقوش الأثرية في محافظة النبهانية بمنطقة القصيم، طالت يد التخريب النقوش والكتابات الأثرية الموجودة على حصاة الشيخ قرناس في جبل أبان الأسمر.. تفصيلاً قال مهتمون بالآثار من أهالي محافظة النبهانية ل«الجزيرة»: إن تلك النقوش والرسوم الأثرية تعرضت للتخريب من خلال محاولة عابثين استخدامهم للحجارة في طمس معالم الرسوم والكتابات الأثرية، مفيدين بأن تاريخ تلك الكتابات الأثرية تعود إلى القرن الثالث عشر في أحداث حملة إبراهيم باشا على أقاليم نجد أن ذاك حينها لجأ الشيخ قرناس -رحمه الله- بغار عند جبل أبان الأسمر والذي سمي بغار قرناس وطالبوا هيئة السياحة والآثار بالاهتمام بمثل تلك الآثار وحمايتها من التخريب بوضع سياج عليها يحميها من العبث والتخريب، مستغربين في الوقت ذاته عدم الاهتمام بها منذ زمن رغم علم هيئة السياحة بالقصيم بها كما طالبوا بإيجاد مراقب بالمحافظة يعمل على حماية النقوش الأثرية، ويتلقى بلاغات المواطنين عن وجود آثار ونقوش إضافية بالمحافظة. من جانبها، أكدت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عبر موقعها المعلومات المتداولة بحصول تعدي على نقش الشيخ قرناس وقالت إنها أحاطت الجهات الأمنية بالموضوع، داعية المواطنين والمقيمين إلى تقديم أي معلومة من شأنها معرفة المتسبب بالتعدي على هذا النقش الهام. كما أوضح نائب رئيس الهيئة لقطاع الآثار والمتاحف الأستاذ رستم الكبيسي أنه تم إحاطة إمارة منطقة القصيم والجهات الأمنية بالمنطقة بما حدث من تعدي على النقش، وأنها تقوم بدورها حالياً بجمع الأدلة في الموقع لمعرفة المتسبب في ذلك. وأفاد الكبيسي أنه تم تشكيل لجنة تضم فريقاً من المختصين في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وقد اتخذت اللجنة جملة إجراءات حيال الموقع بالتنسيق مع المحافظة. وأشار الدكتور نايف بن علي القنور، مدير عام التسجيل وحماية الآثار في قطاع الآثار والمتاحف بالهيئة إلى أن النقش يقع قريباً من غار قرناس في جبل أبان الأسمر بمحافظة النبهانية بمنطقة القصيم، على بعد 4 كم تقريباً من سد المطلاع، والذي احتمى فيه الشيخ قرناس بن عبدالرحمن القرناس قاضي الرس في عهد الإمام تركي بن عبدالله أثناء حملة إبراهيم باشا على نجد عام 1232ه، وقيل إنه يحتمي فيه نهاراً وينزل منه إلى النبهانية ليلاً لتتبع أخبار الحملة، حيث يحتوي النقش على كتابة للشيخ قرناس على لوح صخري، من جانب آخر أشار مدير عام فرع الهيئة بمنطقة القصيم إبراهيم المشيقح إلى أنه تم اتخاذ إجراءات عاجلة بالتنسيق مع القطاعات والجهات المعنية، كما أن هناك متابعة من صاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم لحادثة التعدي، إذ وجّه سموه الجهات المختصة بالعمل الفوري والعاجل للكشف عن المتسببين واتخاذ اللازم بحقهم نظاماً.