في ذمة الليالي وقفت أمام نجم شريد.. تتوكأ عصا السفر.. والزاد.. حروف قضمتها بصمت دفين.. تتكسر في خطواتها.. وتتبعثر في شتاتها.. وبساط الليل عتيق.. وعنيد.. تترقب روح فجر وضياء خلاص من كهف.. وخيوط عنكبوت قديم.. ولا مناص من طوق سجن.. بات يزحف معها نحو الأفول.. لم يكن هناك من حيلة غير بعض تبسم تقطع بها مسافات الطريق .. وأغانٍ تصدح بها كلما ضاق بها الفسيح.. وقصائد تتمتم بها حين تتعثر بقسوة الحجر.. وألواح الشجر.. كانت تنظر لكتف السماء.. تسرق منها أغنية المساء.. وتتكئ على حلم بعيد.. ومرآتها التي خبأتها في جيب الرحيل.. كانت وما زالت في طي النسيان.. وركن شتائي بليد.. كل الزحف يمضي.. وبالكاد تشد عرا حبال الليل.. والأقدام حافية إلا من ثقب ووجع دفين.. لك الله أيها الليل.. إنها راحلة لعمر جديد.. أسرع بالخطى وبدد خيوطك السوداء.. وعجل بلون البياض فهو في أول الصف ينتظر روح فجرها.. ليطرزه بالسوسن.. والفل.. وبعضا من رحيق القصيد.. ** **