لدي قناعة ليست وليدة اللحظة بأن كرتنا السعودية لن تستعيد عافيتها وعنفوانها وبريقها وبيننا ومنا وفينا من لا زال بتلك الثقافة السلبية (العاطفية) التي تعتبر المدرب – أي مدرب – وحده لا غيره هو أصل الفرح وأساس البلاء، فالخسارة تضعه في خانة (ما عندك أحد) والفوز يبقيه (داهية الدواهي). هذان المتناقضان هما المعيار الوحيد لهكذا فكر عاطفي خسرت بسببه كرتنا العديد من القدرات التدريبية العالمية قد لا أبالغ اذا قلت: إن الغالبية منهم ذهب (ككبش فداء) لأخطاء لا ناقة لهم فيها ولا جمل نتيجة قراءة متعجلة للمشهد ورد فعل متسرع لم يستوعب بأن مسؤولية النجاح والفشل متعلق بمنظومة عمل متكاملة يشترك فيها اللاعب والمدرب والإداري ولا يستثنى منها الإعلام والمدرج كشركاء أساسيين في حالة المكسب أو الخسارة! أدرك جيدا بأن خروجنا المبكر من بطولة الأمم الآسيوية مؤلم حد الحسرة لكنه برأيي الشخصي جاء كمحصلة طبيعية لأوضاع داخل الملعب وخارجه لم تكن تساعد على إضافة مكتسب جديد لكرتنا السعودية وبالتالي فمن غير الإنصاف ان نوجه أصابع الاتهام للمدرب أو اللاعبين وإن كانوا جزءا من الإشكالية، فالمدرب له أخطاؤه وله مبرراته التي لا يمكن تجاوزها أو تجاهلها خاصة فيما يتعلق باختيار العناصر وبالأخص رأس الحربة لمحدودية الخيارات لكون الأجنبي قد (كوش) على هذا المركز في (كل) فرقنا المحلية! ومن أجل ذلك ساهم غياب الهداف في عدم ترجمة المنهجية القائمة على الاستحواذ الذي يفترض أن يكون إيجابيا كفلسفة أدائية جديدة في الكرة الحديثة ولعب بأسلوب يقوم على توظيف المهارة لخدمة المجموعة كأسلوب يتوافق تماما مع إمكانيات وقدرات العناصر المتوفرة التي هي مخرجات و(بضاعة) الأندية!! واللاعبون لا يمكن تحميلهم مسؤولية ما حدث على اعتبار أنهم أدوا وفق إمكاناتهم وقدراتهم وما يطلب منهم. أحبتي الكرة السعودية تقف على إرث جميل مشرف من الإنجازات ولديها من الإمكانات والمقومات ما يمنحها التفوق والتألق ولكي تعود كما كانت وكما نتمنى لا بد وأن تتوفر لها شروط ثلاثة أولها الاستقرار وثانيها الاستقرار وثالثها الاستقرار، فلقد عانت طويلا من غياب الاستقرار سواء على الصعيد الفني أو الإداري خذ مثلا مرحلتنا الحالية ففي أقل من عام تناوب على تدريب المنتخب (3) مدربين، وإدارة المنتخب تغيرت أكثر من مرة ومثلها رئاسة اتحاد اللعبة نفسه يضاف إلى هذا غياب الاستراتيجيات الواضحة التي تعنى بعمليات وبرامج التطوير وافتقادنا للخطط العلمية العملية المتكاملة المبنية على فكر مؤسسي طموح يتماشى ويتماهى مع رؤية المملكة الطموحة (2030) في جميع المجالات والمجال الرياضي أحدها!! وفي الأخير سأختصر ما قلته إن علينا أن نعترف بأخطائنا بكل شفافية وتجرد دونما مجاملة أو مواربة أفضل من أن نضيع الوقت في البحث عن (كبش فداء) كما نحن في كل مرة! وأن نجرب (بلسم) الاستقرارلكون غيابه هو (أس) مشاكلنا ونمنح المدرب الفرصة وندعمه فلن نندم وسترون! تلميحات - الآراء (المعلبة) والجاهزة وقت اللزوم واحدة من أسباب انتكاسة كرتنا! - ليست مهمة مدرب المنتخب صناعة رأس حربة ولا (تعليم) لاعب دولي بأن (الانبراش) داخل الصندوق يعني ضربة جزاء! - والنسخة الحالية من آسيا أعلنت عن ميلاد منتخبات سيكون لها شأن في قادم الاستحقاقات، فالهند وقيرغيزستان وفيتنام والأردن قوى قادمة بقوة. - أعتقد حد الجزم بأنه لن يختلف اثنان أو أكثر على أن مشاركة الأجانب بهذا (الكوم) أضر كثيرا بمنتخبنا الوطني وعلى وجه الخصوص في مراكز رأس الحربة وحراسة المرمى وإذا لم يتدارك اتحاد القدم الأمر فالقادم سيكون أشد مرارة!!.. وسلامتكم.