المُستشار تركي آل الشيخ يستحق لقب (قاهر المُستحيل) بطموحه وهمته العالية التي تعشق تحقيق المُحال دائماً، فهو يستمد قوته وهذه الطاقة الإيجابية التي يبدو عليها في كل منصب ومهمة يتولاها، من التوكل على الله ثم ما يجده من دعم ورغبة من القيادة لأجل راحة ورفاهية المواطن السعودي، أكثر المُتفائلين لم يكن ينتظر هذا الكم من البرامج والفعاليات والأنشطة التي أعلنها المُستشار في مؤتمره الصحفي -أمس الأول- عندما جمع الأضداد مع إطلاق إستراتيجية هيئة الترفيه وهويتها الجديدة، ما يوحي أنَّنا على أعتاب نقلة تاريخية انتظرناها طويلاً لهذا القطاع، وبوجود شخصية تسحرك ببريقها وقدرتها مثل تركي آل الشيخ على رأس الهيئة فإنَّنا موعودون بالمزيد من المفاجآت السارة والخطوات الناجحة. الأهم في صناعة الترفيه هو تهيئة الأرض الخصبة لاستدامة هذه الصناعة، بخلق الوظائف الدائمة أولاً للمواطنين والمواطنات من خلال تأهيلهم بالكفاءة المطلوبة، وثانياً بتجاوز عقبة عدم استمرار الاستثمار في الأنشطة المحلية الترفيهية، وهي عملية مُعقَّدة لناحية ارتباطها بنجاح الاستثمار وتحقيق الأرباح بالنسبة للشركات والمُستثمرين الأجانب والسعوديين الأفراد والهواة، ويبدو أنَّ معالي المُستشار وفريقه وضعوا أصبعهم على الجرح، فالصعوبة تكمن -برأيي- في كيفية جذب المُستثمر المُفيد للاقتصاد الوطني، وعدم الركون لصانعي الأنشطة المُغلقة ممَّن لا يُقدمون فرصًا وظيفية حقيقية للشباب والشابات السعوديين، ولا يرفعون من مستوى الخدمة المُقدمة للجمهور، فهم ينظرون للمكسب الآني والربح السريع فقط ليُغادروا صبيحة اليوم التالي للعرض، هؤلاء قد يُشوهون صناعة الترفيه بأسعارهم المُرتفعة، وتقديم الحد الأدنى من المُتعة الناقصة، بالتذاكي على الجمهور المحلي، مُعتقدين أنَّه سيرضى بأي شيء يُقدم، ومُتجاهلين أن السعوديين زبائن دائمين لأنشطة الترفيه حول العالم، بل ومن السياح الأكثر إنفاقاً عليه. من السهل جداً استقطاب أي فرقة ترفيهية واستعراضية عالمية، المال قد يجلب لك الترفيه من أقصى بقاع الأرض، ثم ماذا؟ لن تستفيد الكثير ما لم توطن هذه الصناعة وتضمن استمرارها لأطول مدة ممكنة في كل مكان، وهو ما تتضح معالمهم من زخم الفعاليات والأفكار والمسابقات المتنوعة التي يسعى المُستشار وفريقه لتقديمها، تغيير الصورة النمطية الخاطئة عن التجربة والفعاليات السابقة لناحية (التكلفة، والجودة، والمتعة) خطوة هامة في إعادة بناء الثقة بين هيئة الترفيه والجمهور، فمتى ما نجحت في إقناع الجمهور بأنَّك تملك مقومات جديدة ومُنافسة للبرامج الترفيهية التي اعتادوا على زيارتها في الخارج، فإنَّك ستكسب الجولة حتماً في الداخل. وعلى دروب الخير نلتقي.