عبر التاريخ، كان التعبير المعروف والمقبول بين الناس هو باستخدام الكلمات الشفهية أو المكتوبة، وذلك كله يعني وجود الكلام في عملية التواصل بين أي طرفي حوار أو حتى شجار. تقدمت أدوات مراقبة عملية التعبير لتدمج أيضاً لغة الجسد ولتقول الأبحاث بأن لغة الجسد توصل التعبير بشكل أدق وأصدق مما تفعله الكلمات. تعلمت في بداية حياتي العملية أن عملية التواصل التي تتم عبر الهاتف أو المراسلات أخطر من تلك التي تتم عبر المحادثة المباشرة، ذلك أنها تفتقر للغة الجسد التي قد تبين للمتلقي روح الرسالة المراد إيصالها، فبعض الرسائل غير المرئية قد تصل على أنها رسائل عدائية أو غير ودية بينما هي ليست كذلك على الإطلاق. الصمت أيضاً لغة مناسبة لإرسال الرسائل وهي وإن كانت تحتاج إلى الانتباه من المتلقي إلا أنها تحمل بلاغة شديدة في إيصال ما يريد الشخص الصامت أن يقول. اكتشفت الأجيال السابقة ذلك مبكراً فقالوا قديماً: «السكوت علامة الرضا» وأنا أقبل أن السكوت علامة لكنه ليس دائماً علامة رضا، فبعض أنواع الصمت قد تنم عن غضب أو عدم رضا، وبعضها عن استسلام، ويبقى الصمت لغة راقية يجب علينا أن نتعلم مبادئها ودلالاتها وأن نفرض وجودها على واقعنا الذي كثر فيه الكلام، أكثر مما تستطيع أن تحمله الرسائل، وأصبحت البلاغة في حالة خطر، والصمت في حالة خطر أكبر. ** **