منطقة سدير تقع شمال إقليم اليمامة.. وتحيط بها الدهناء من الشرق ونفود الثويرات من الشمال. وهي منطقة جذورها ضاربة في التاريخ. مرت بها وببلدانها الكثير من الأحداث. من هجرات وحروب وقحط وخصب.. منذ العصور المتقدمة. وقد أخطأ المؤرخ حمد بن لعبون المتوفى عام 1260ه عندما دون تواريخ متأخرة لتأسيس بعض بلدان سدير ومنها المجمعة من دون مستند ولا مصدر. وبتواريخ سابقة لوجوده هو بمئات السنين. مع وجود تلك البلدان ومنها المجمعة قبل تدوينه بأكثر من ألف عام في كتب البلدانيين والمؤرخين القدامى في صدر الإسلام..؟! وقد أخذ هذا القول عن ابن لعبون المؤرخ إبراهيم بن عيسى. المتوفى عام 1343ه. يقول الأستاذ عبدالكريم بن حمد الحقيل في كتابه المجمعة ط2 ص 8 و9 مفنداً هذا الزعم: أما المؤرخون: أحمد بن محمد البسام المتوفى في العيينة 1040ه. وأحمد بن محمد المنقور المتوفى في حوطة سدير 1125ه ومحمد بن ربيعة العوسجي المتوفى في ثادق 1158ه ومحمد بن عباد الدوسري المتوفى في البير 1175ه ومحمد بن حمد اليوسف المتوفى في أشيقر 1185ه وحسين بن غنام المتوفى في الدرعية 1225ه، فجميع هؤلاء المؤرخين السابقين لحمد بن لعبون لم يذكر واحد منهم شيئاً مما ذكره ابن لعبون عن تأسيس المجمعة ومن أسسها.؟!. كما أن المؤرخين: محمد بن عمر الفاخري المتوفى في حرمة 1277ه وعثمان بن بشر المتوفى في جلاجل 1290ه وكلاهما بعد أولئك المؤرخين. وقبل المؤرخ إبراهيم بن عيسى المتوفى 1343ه الذي نقل ذلك النص عن تأسيس المجمعة من ابن لعبون. لم يذكرا شيئا عن تأسيس المجمعة. انتهى.. فالمجمعة وهي قاعدة سدير: بلد قديم أشار إليه وقرأه الهمداني في القرن الثالث الهجري بكتابه صفة جزيرة العرب حيث يقول: ثم أشي. ثم الخيس. ثم تيامن كأنك تريد البصرة فترد المنيخين. وبها نخيل وزروع. والمنيخين هي المجمعة تحول اسمها فيما بعد إلى منيخ. وقد أشار إلى بلد منيخ صاحب كتاب إمتاع السامر الذي طبعته دارة الملك عبدالعزيز بقوله: وفي سنة 615ه غزا الفضل حاكم الأحساء بلد منيخ لتعرضهم وسلبهم للحاج الأحسائي. وقد استقى الشيخ حمد الجاسر من هذا الكتاب فيما يخص القبائل وأنسابها. وكذلك أشارت إلى بلد منيخ وثيقة الشيخ ابن ذهلان المرفقة وهي بتاريخ 1044 ه وأن أشي من قراها. قال فيها منيخ ولم يقل بأنها المجمعة لأنها لم تعرف بعد بهذا الاسم.. ولا تزال القلعة تحمل اسم قلعة منيخ نسبة إلى بلد منيخ حيث بنا أهلها هذه القلعة. فمنيخ اسم لهذا البلد عبر التاريخ. ولم يتحول اسمه إلى المجمعة إلا متأخراً.. حتى أنه في عهد الدولتين السعوديتين الأولى والثانية؛ درج المؤرخون على اسمها القديم منيخ. فيقولون عند تعيين أمير أو قاض عليها: وعين على منيخ الأمير أو القاضي الفلاني. وتجدر الإشارة إلى أن أحد شوارع المجمعة القديمة الآن يحمل اسم منيخ.. وأحد أندية المجمعة في الماضي كان يحمل اسم منيخ.. وذلك إحياء لاسم المجمعة القديم. وحرمة المجاورة لمنيخ.. قال عنها الأصفهاني في بلاد العرب نهاية القرن الثالث الهجري تحقيق الشيخ حمد الجاسر وصالح العلي: ومن مياه الرباب حرمة والخيس ولهم بطن الحريم، وقال ومن مياه التيم. وادي الكلب.. وهذا الوادي باق على اسمه إلى اليوم. فهذه حرمة كذلك موجودة منذ ذلك الزمن فأين قول ابن لعبون بأنها عمرت عام 770ه.؟!. وبلدة القلعة القديمة إلى الغرب من منيخ على ضفة وادي حرم -المشقر- من الغرب، يقول الأصفهاني: ثم وادي الكلبي وهو وادٍ فيه ماء للتيم وقُلت أخر.. ثم القلعة ثم أشي. والقلعة هي العلاوة الآن. وإلى الغرب من منيخ بلدة المكشّحة. وهي الفشخاء الآن. قال ياقوت في معجم البلدان: موضع باليمامة. ويقول الشيخ/ عبدالله بن خميس: المكشحة بوادي المشقر وادي المجمعة. وأشي قبل ذلك أشار إليها أسامة بن منقذ في القرن الأول الهجري في قصيدته التي جاء فيها بعد أن مل الغربة في اليمن: ومن قرى منيخ القديمة بلدة الخيس المشار إليها في النصين أعلاه ونشأت حولها في القرون الأخيرة بلدتي الرويضة والعمار. ومن قرى منيخ بلدة الحاير على وادي الحاير.. قال عنه ياقوت: وهو حوض يصب فيه السيل. سمي بذلك؛ لأن الماء يتحير فيه. يرجع من أقصاه إلى أدناه. وذكر ابن بشر في تاريخه أن محمد بن غرير صاحب الأحساء صبح آل مغيرة وعائذ وهم على الحاير عام 1098ه. وإلى الشرق من بلدة الحاير بلدة جوي في أسفل الوادي من قرى منيخ القديمة. هذه لمحة عن بلد منيخ -المجمعة- قاعدة سدير والقرى المحيطة بها. تبين عراقة هذه المدينة وقراها وأنها ضاربة في التاريخ. وأن ما انفرد به المؤرخ حمد بن لعبون من ذكر تاريخ متأخر لعمران بعض بلدان سدير ومنها المجمعة الذي ذكر بأنها عمرت عام 820ه. لا أساس له من الصحة. وتنقضه كتب المؤرخين والبلدانيين الأقدمين. ولم تذكره كتب المؤرخين المتأخرين السابقين لابن لعبون. وأن هذا الزعم يصطدم بالواقع وبعراقة هذه المنطقة.. فالمجمعة والقرى المحيطة بها موجودة منذ العصر الجاهلي. ** **