سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد المالك المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فقد اطلعت على تعقيب الأستاذ عبد الله بن بسام البسيمي في صفحة عزيزتي الجزيرة العدد 14757 بتاريخ 12-3-1434ه على ما نشرته بهذه الصحيفة الغراء في العدد 14728ه ولولا أنه أتحفنا بخارقة من خوارقه لما احتاج الموضوع إلى تعقيب، فقد تجلت الحقائق بالبراهين والوثائق على بطلان زعمه. 1 - لقد استشهد البسيمي على ادعائه بأن الفشخاء كان اسمها في السابق القلعة وليس المكشحة كما ذكرت بما جاء في صك شرعي صادر من محكمة المجمعة عام 1399ه قال شهوده ( إذا ظهرنا من باب حويزة - أحد أبواب سور المجمعة القديم - إذا حنا نشوف قلعة الفشخاء واضحة مادونها أحد والفشخاء معطيها عثمان الشمري كنعان بن عيسى..) هذا النص لو اطلع عليه إنسان عامي لفهم أن المقصود منه هو قلعة الحماية والمراقبة لبلدة الفشخاء وليس أن الفشخاء تسمى سابقا القلعة - حيث كان في كل قرية في الماضي سور وقلعة للمراقبة - فكيف بباحث يفترض فيه النباهة والتحقق وسعة الاطلاع. أما الفشخاء المقطعة لكنعان بن عيسى فهي مزرعة في بلدة الفشخاء تحمل نفس الاسم، وليس بلدة الفشخاء كاملة كما يتوهم البسيمي. وذلك بنص الوثيقة التي نشرتها بهذه الصفحة في ردي المشار إليه آنفاً، والتي مصدرها الأخ عبد الله العيسى، ومن شهودها عبد العزيز بن ناصر إمام القلعة وهي البلدة الأخرى المسماة الآن العلاوة. حسب وصف الأصفهاني لها في القرن الثالث الهجري والذي فصلته في مقالي السابق. 2 - الجانب الآخر وهو إصرار البسيمي على رأيه بأن حطابة هي المكشحة. رغم ما أوردناه له من وثائق ومن أقوال للبلدانيين والمؤرخين المتقدمين.. التي تثبت أن حطابة لم تعرف يوما من الأيام باسم المكشحة. كما أوردنا له استفاضة ذلك عند أهالي المجمعة منذ القدم في مكاتباتهم وأشعارهم فكلها تجمع على هذا المسمى وهو حطابة. كوثيقة الشيخ عبد الله العنقري عام 1345ه التي نشرتها في هذه الصفحة وكقول الشاعر: لو ان ما بي يصيب خشوم حطابه كان أصبح الضلع مثل القاع متساوي يقول نواف بن غلاب بن بصيص إن هذا البيت لصياح أبو شيبة الجبلي، نقلاً عن عضو مجلس الأمة الكويتي صياح بن شايع أبو شيبة الجبلي وقائله متوفى عام 1309ه كما يذكر. وكقول عثمان التويجري: متى على الله نشوف طويق يا طامي متى تدوج المواتر حول حطابه وكقول الشاعر عبد العزيز البواردي، والذي أورد بيته هذا الأخ البسيمي. وكأنه يرد به على نفسه: شبه غوجك الى اوما كنه الباقر وإلا الكديني تثنى عند حطابه هذه هي الاستفاضة عند أهل المجمعة وعند غيرهم بأن هذه الروضة تسمى روضة حطابة منذ القدم وليس المكشحة كما يزعم البسيمي، والذي لم يصدق أنه عثر على سطرين لابن أحمد في مخطوطة لابن عيسى حتى أقام الدنيا ولم يقعدها يريد أن ينسف بها وهي قول فرد واحد استفاضة أهل المجمعة والتاريخ والوثائق..؟!. يقول الشيخ عبد الله بن خميس في معجم اليمامة ج2 ص386 (لاشك بأن المكشحة في وادي المشقر. وادي المجمعة..) لم يقل بأنها حطابة أو فلي حطابة وكذا من أوردنا أشعارهم ممن سبقوا ابن أحمد ومن عاصروه كلهم يطلقون عليها اسم حطابة، ولا يستطيع البسيمي أن يورد لنا وثيقة واحدة من وثائق أهل المجمعة ولا بيتا واحدا عن المتقدمين أو المتأخرين يطلق على حطابة اسم المكشحة، وقول ابن خميس مطابق لقول البلداني القديم محمد بن إدريس الحفصي عن المكشحة والذي عاش في القرن الثالث الهجري حيث يقول (هو نخل في جزع الوادي قريبا من أشي ) والوادي التي هي فيه هو وادي المشقر ، والاسم الذي حل محل المكشحة هو الفشخاء البلدة المعروفة الآن غرب المجمعة. حسب وصف الحفصي.. يقول البسيمي: ولو كانت مكشحة في وادي أشي نفسه لما قال عنها الحفصي إنها قريبا من أشي وإنما لقال في وادي أشي..؟؟!! أقول للبسيمي نعم ونحن مثل الحفصي نقول بأنها ليست في وادي أشي، بل على وادي المشقر، وهي بذلك تكون أقرب لأشي من حطابة - التي يزعم البسيمي أنها المكشحة - بكثير..! مشكلة البسيمي أنه مثل سابقه المؤرخ إبراهيم بن عيسى وكلاهما من تلك الجهة. يكتب عن بعد ويتلقف المعلومة من أي مصدر كان بدون تحقق، وإلا فبماذا نفسر فهمه لقلعة الفشخاء أنه دليل على أن اسم هذه البلدة قديما القلعة..!! كل ذلك ناتج عن استقائه لتلك المعلومات ممن اتصل بهم فيتحدثون له عن قرون لم يشهدها آباؤهم من قبلهم وبلا دليل. حمود بن عبدالعزيز المزيني - المجمعة *** المحرر: بهذا الرد نغلق (النقاش) حول هذا الموضوع بعد أن استوفى حقه من كافة الأطراف، وبعد أن استمر أكثر من ثلاثة أشهر في ردود متبادلة واختلاف في وجهات النظر وبعض المعلومات التي يؤكد كل من الأطراف أنها (الصحيحة). عموماً (النقاشات) التي نشرت حول هذا الموضوع وتبادل الآراء ووجهات النظر هي من سياسة صفحة (عزيزتي الجزيرة) التي مبدؤها وديدنها الدائم هو (أن اختلاف الآراء لا يفسد للود قضية).. مع الشكر للجميع.