التحول الرقمي لم يعد خياراً, فهو اليوم تحدياً تواجهه الحكومات والشعوب على حدٍ سواء, بالأنظمة والقوانين تارة وبالمُمارسات المُجتمعية تارة أخرى, فالأنظمة الإدارية والتعليمية غير الالكترونية بالية لا محالة, ولن تصمد طويلاً في وجه التطور الإنساني والعلمي الذي نعيشه, كما أنَّ الأفراد غير المُنخرطين في منظومة التقنية سيفوتهم القطار ولن يستطيعوا اللحاق بالركب بسهولة, لذا من المعيب أنَّ نجد الأطفال الذين لم يدخلوا المدارس بعد, لديهم معرفة وحصيلة تقنية تفوق ما لدى بعض المُعلمين أنفسهم الذين هم أساس وقاعدة (منظومة التعليم), وهذا نتاج التقليدية التي يُمارس بها البعض إدارة حياته وعمله, مع غياب ما يُمكن أن نُطلق عليه التحفيزية أو التشجيع بالحث والمُثابرة على تغيير النمط والسلوك المعرفي, بالتحول الرقمي الإيجابي. -أمس الأول- كنت سعيدا بحضور تكريم 150 مُعلماً ومُعلمة ممَّن أتموا نحو 40 ساعة تدريب للحصول على (زمالة مسك للمُعلمين) وشهادة كامبردج للتدريس بالتقنيات الرقمية, ضمن مشروع تطوير المهارات الرقمية بالشراكة مع مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية (مسك), وهي خطوة موفقة ومُسدَّدة لدعم مسيرة التعليم ورفع كفاءة وجودة المُعلم وقدراته التقنية, لتكون لغته ومهاراته وأدواته عصرية تتوافق مع احتياجات الجيل وسوق العمل, والأجمل هو استمرار هذه المُبادرة بتدشين (المرحلة الثانية) لاستيعاب نحو 320 مُعلماً ومُعلمة آخرين, سألت هنا وزير التعليم هل يعني هذا أنَّ الوزارة ستتحول بشكل كامل إلى التقنية (أعني الكتاب وأدوات التعليم الأخرى), فكانت إجابته التأكيد على أنَّ الوزارة ماضية في تسخير ثورة التقنية وجعلها ثروة في التعليم, فيما كانت إجابة وزير الاتصالات وتقنية المعلومات على سؤالي؟ بأنَّهم سعيدين بهذه الشراكة في المرحلة الأولى, ما يؤكد أنَّ دور وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات ماض بالتوسع في شتى مناحي حياتنا, ويتقاطع كثيراً مع تفاصيلها كأمر طبيعي, لذا لن أستغرب مُستقبلاً مزيداً من (النشاط التقني) الذي ستقوده الوزارة ووزيرها الشاب في المرحلة المُقبلة. (زمالة مسك للمُعلمين) شراكة حقيقية ونموذجية لخطوات التحول الرقمي الفاعل, بين وزارة التعليم ومسك ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات هكذا أفهمها على الأقل, نتاجها سمعته من المُعلمين والمُعلمات أنفسهم, عندما أكدوا لي أنَّ لغتهم وأدواتهم وقدراتهم ومهاراتهم التعليمية تغيرت نحو الأفضل في مدارسهم, الأمر الذي ينعكس حتماً على الطالب ومنظومة التعليم والمُجتمع بأكمله, كأولى خطوات التحول الرقمي الصحيح. وعلى دروب الخير نلتقي.