رحبت القوى السياسية والثقافية والفكرية في مصر بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي للقاهرة، مؤكدين أن الزيارة ترسيخ للعلاقات المتميزة التي تربط بين البلدين، التي تعد بحق نموذجًا يُحتذى في العلاقات العربية - العربية. وأوضح قيادات السياسة والفكر في مصر أن العلاقات المصرية - السعودية تمثل ركيزة أساسية للشرق الأوسط، وهي ضابط الإيقاع الأول الذي يضمن حسن توازن علاقات دول المنطقة, ويضمن انتظام مسيرتها لمصلحة أهداف العرب ومصالحهم العليا، مشيرين إلى أن توافق مصر والسعودية أحد أهم مؤشرات ازدهار الأمة العربية، وضمان لقوتها وقدرتها على مواجهة التحديات الراهنة، والمؤامرات الخارجية والخيانة الداخلية. وشدد السياسيون المصريون على أن مصر تقف بكل قوتها بجانب المملكة العربية السعودية في مواجهة الافتراءات التي توجَّه إليها من مرتزقة الإعلام وسماسرة السياسة حول العالم. وأكد السياسيون المصريون أن الزيارة تكتسب أهمية كبيرة في الوقت الراهن في ظل التطورات التي تعيشها المنطقة، والأخطار التي تواجهها، ومن بينها الإرهاب، ومواجهة الدول التي ترعاه، والنفوذ الإيراني المتنامي، والأوضاع في سوريا واليمن وليبيا والعراق، ومحاولة التوصل لحلول تسهم في استقرار المنطقة. في البداية رحب الدكتور عبد الهادي القصبي زعيم الأغلبية بمجلس النواب المصري «البرلمان» بزيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للقاهرة، مشيدًا بدور ولي العهد السعودي في خدمة قضايا المنطقة والدفاع عنها، وتعزيز التضامن العربي والإسلامي، إضافة إلى جهوده في الارتقاء بالمجتمع السعودي على جميع المستويات. وأعرب القصبي عن خالص تمنياته لولي العهد السعودي بالتوفيق والسداد لخدمة دينه ووطنه وأمته العربية والإسلامية في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية. المملكة ستظل شامخة في وجه الافتراءات كما أكد زعيم الأغلبية البرلمانية في مصر عمق العلاقات المصرية - السعودية قيادة وشعبًا. وأضاف بأن العلاقات الثنائية بين البلدين تعزز من قوة العالم العربي، وتسهم في إرساء الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط. وأكد القصبي وقوف مصر قيادة وشعبًا بجوار الأشقاء في المملكة العربية السعودية في مواجهة التحديات والمؤامرات التي تريد النيل من بلاد الحرمين. مؤكدًا أن المملكة ستظل شامخة في وجه هذه الافتراءات، وستظل بلد آمنًا مطمئنًا مباركًا بفضل الله وعونه، وبركة الأماكن المقدسة، وعراقة وأصالة شعبها وحكمة قياداتها. ولفت زعيم الأغلبية بالبرلمان المصري إلى أن القاهرة ترفض تمامًا الابتزاز الرخيص الذي تمارسه بعض القوى الدولية والإقليمية تجاه الرياض. ورفض القصبي استغلال بعض القوى أي حادث مهما كان حجمه كوسيلة ابتزاز للدول ذات السيادة. ولى العهد يمثل النهضة الشبابية للعرب فيما قال اللواء سعد الجمال، رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، إن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية لمصر لها أهمية خاصة، وتأتي ترسيخًا لعمق العلاقات المصرية - السعودية. مشيرًا إلى أن ولي عهد السعودية يمثل النهضة الشبابية في المملكة العربية السعودية، وننظر له بإعجاب شديد؛ لما يقوم به. مشيرًا إلى تنمية حقيقية في مجال التنمية البشرية والاجتماعية والثقافية، وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي وسمو ولي العهد السعودي حريصان على تعزيز العلاقات الاستثمارية بين البلدين. موضحًا أنها زيارة تاريخية، وتؤكد أن الدولتين لديهما رؤية مشتركة في العديد من المجالات. وأشاد رئيس لجنة الشؤون العربية بالجولة التي قام بها الأمير محمد بن سلمان للدول العربية، ومباحثاته مع القادة العرب حول الأزمات التي تمر بها المنطقة العربية، خاصة الأزمتين السورية واليمنية، والتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية. موضحًا أن مصر والسعودية هما أكبر دولتين عربيتين، وتحميان الأمن القومي العربي. ضرورة توطيد الجبهة العربية لمواجهة التحديات كما رحب الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي ومدير مكتبة الإسكندرية، بزيارة سمو ولي العهد لمصر، وبجولته العربية الأخيرة لتقوية وتوطيد الجبهة العربية لمواجهة التحديات الدولية والإقليمية التي تكاد تعصف بالمنطقة؛ ما يستوجب اصطفاف عربي، تكون رمانة ميزانه القاهرةوالرياض؛ لما لهما من ثقل دولي وإقليمي. ولفت الفقي إلى أن الأمير محمد يدرك قيمة وحجم العلاقات المصرية - السعودية، ويسعى دائمًا لتوطيدها وغلق الباب أمام أي محاولات لاختراق تلك العلاقة في المستقبل. كما أشاد الفقي بالتوجهات والأطروحات الإصلاحية التي يقدمها ولي العهد موضحًا أن السعودية هي مركز العالم الإسلامي، والتطور فيها سينعكس على الدول الإسلامية كلها. مشيرًا إلى أن مهمة ابن سلمان ليست سهلة، خاصة أن هناك قوى سلفية متشددة، وقوى إقليمية متربصة، ولكن ولي العهد بحيويته وإصراره على نقل المملكة إلى الأمام قادر على المواجهة والنجاح. وتطرق الفقي إلى العلاقات بين القاهرةوالرياض، وأكد عمقها ومتانتها منذ تأسيس المملكة العربية السعودية على يد المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وستظل قوية إلى الأبد؛ لما بين البلدين من ترابط وتواصل وعلاقات لا تقف عند حدود السياسة والاقتصاد، بل تتخطاها إلى الترابط الأسري بين الشعبين العريقين. العلاقات بين القاهرةوالرياض رمانة ميزان المنطقة فيما رحب الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بزيارة ولي العهد لمصر مشيدًا بجولاته العربية الرامية إلى توطيد علاقات المملكة مع أشقائها العرب في ظل الهجمة الشرسة التي تريد النيل من استقرار وأمن الأوطان العربية. وقال مكرم إن الأمير محمد بن سلمان متابع للأحداث والملفات الساخنة في المنطقة، وهو سياسي ذكي ولماح، ويرى أن العلاقات المصرية - السعودية علاقات استراتيجية، يمكنها أن تنقذ المنطقة العربية من الصراعات المحيطة بها. كما أنه يؤمن بأن توافق مصر والسعودية يضمن تكامل العالم العربي. وأوضح مكرم أن العلاقات المصرية - السعودية تكاد تكون ضابط الإيقاع الأول الذي يضمن حسن توازن علاقات دول المنطقة, ويضمن انتظام مسيرتها لمصلحة أهداف العرب ومصالحهم العليا.. وكلما كبر حجم التوافق المصري - السعودي كبر حجم التوافق العربي، وازداد تضامن العرب, وصحت مسيرة العمل العربي المشترك، ووضح للجميع عناصر القوة في الموقف العربي، وأصبح العرب بالفعل قوة أساسية في المنطقة، يصعب تجاهل مصالحها ومطالبها.. والعكس صحيح تمامًا؛ إذ بات توافق مصر والسعودية واحدًا من أهم مؤشرات ازدهار الحالة العربية. وأشار رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بمصر إلى أن العرب يتطلعون إلى تعاون وتكامل مصري - سعودي، يساعد على تصفية بؤر الإرهاب التي لم تزل تهدد أمن العرب وسلامهم. كما يتطلع الجميع إلى موقف عربي أكثر قدرة على الحفاظ على مصالح العرب في مختلف القضايا. الحرب على السعودية تستهدف قلب العالم الإسلامي كما رحب هشام الشعيني عضو مجلس النواب المصري بزيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى مصر قائلاً: إن مصر والسعودية شقيقتان، وليستا حليفتين فقط. ووجه «الشعيني» الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على الموقف الحكيم للإدارة المصرية في الوقوف إلى جانب المملكة في مواجهة الافتراءات والمؤامرات التي تحاك ضد أرض الحرمين. كما أن موقف السعودية كان عظيمًا تجاه مصر في ثورة 30 يونيو الشعبية التي أطاحت بجماعة الإخوان الإرهابية من السلطة، وكيف ساندت الرياضالقاهرة في هذه الأزمة سياسيًّا ومعنويًّا وماديًّا. مؤكدًا أن الحرب على السعودية هي حرب على العالم الإسلامي. علاقات ضاربة بجذورها في عمق التاريخ وقال الإعلامي مصطفى بكري عضو مجلس النواب إن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان يلقى ترحيبًا شديدًا من مصر قيادة وشعبًا؛ فهو يحل ضيفًا كريمًا في بلده الثاني. وقال إن العلاقات المصرية - السعودية قوية، وعلى أفضل ما يرام، والحب بين الشعبين كبير. وأكد أن العلاقات المصرية - السعودية ضاربة بجذورها في عمق التاريخ. وحذر بكري من أن الأمن القومي العربي مستهدف من الجميع، سواء من الجماعات الإرهابية، ومن الدول الخارجية؛ ما يحتم على العرب خلق اصطفاف قوي وقادر على مواجهة التحديات. وقال بكري إن الموقف المصري منذ بداية «المؤامرة» التي دُبرت ضد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان كان واضحًا للغاية؛ إذ أكدت مصر ثقتها التامة بالقيادة الرشيدة لعاهل السعودية في إدارة الأزمة الحالية، وطالبت بعدم تسييس القضية، ووجهت مصر اللوم لوسائل الإعلام المأجورة التي تناولت القضية، وحاولت تأجيج الفتنة ونشر الأكاذيب، لكن المملكة كانت وستظل عصية على كل المؤامرات. رسائل مهمة في توقيت مهم من جانبه ثمَّن الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، الجولة العربية التي يقوم بها ولي العهد السعودي لعدد من الدول العربية، وقال إن سموه محل ترحاب شديد من القادة العرب، ومن الشعوب أيضًا أينما حل. وأوضح فهمي أن أسباب زيارة الأمير محمد بن سلمان لمصر في هذا التوقيت للقاهرة مهمة جدًّا، وتحمل رسائل مهمة، أولها أن مصر تقف بجانب الأشقاء العرب في مواجهة التحديات، وأنها حريصة كل الحرص على دعم أمن واستقرار الخليج بصورة كبيرة، وتأتي ترجمة لعبارة الرئيس السيسي الشهيرة »مسافة السكة». كما أن مصر لن تنسى من وقف بجانبها في ثورة 30 يونيو. وأضاف فهمي بأن المتابع للعلاقات المصرية - السعودية في الفترة الأخيرة يرى أنها انتقلت من مرحلة العلاقات السياسية والاقتصادية إلى العلاقات الاستراتيجية؛ إذ أصبح هناك توافق كبير في الرؤى بين البلدين حول مختلف القضايا، خاصة القضايا المحورية. زيارة ضرورية لمواجهة المؤامرات وقال مجدي البطران، عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار: إن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للقاهرة لها أهمية خاصة للبلدين؛ فهما يعتبران شريكين في الكثير من القضايا الإقليمية والعربية. مشيرًا إلى أن الزيارة تأتي في توقيت تعاني فيه المنطقة من اضطرابات كثيرة. وأضاف البطران بأن السعودية لها أهمية خاصة، لافتًا إلى أن مرور المملكة العربية السعودية خلال الفترة الماضية ببعض المؤامرات التي تقودها قطر وتركيا جعل زيارة مصر أمرًا ضروريًّا لما يربط الدولتين من علاقات قوية؛ حتى يتم الوصول لكيفية التصدي لهذه المؤامرات. وتابع: إن للمملكة دورًا لا ينسى أثناء ثورة 30 يونيو، ومساندة مصر في حربها ضد الإرهاب. مؤكدًا أن هذه الزيارة تأتي تأكيدًا لقوة العلاقات بين مصر والسعودية. وقال هيثم شرابي القيادي في حزب التجمع اليساري عضو الأمانة العامة: تقوم العلاقات المصرية - السعودية في المقام الأول على التعاون المتبادل في مجالات متنوعة، مثل التبادل التجاري والنفط. كما يعتبر البحر الأحمر مساحة تلاقي بين البلدين. كما تعد السعودية بلدًا محوريًّا؛ لما لها من تأثير روحي في الدول الإسلامية. وكذا يشارك الأزهر عن طريق الدعاة والطلاب في نشر التوعية في كل البلدان العربية والإسلامية. ومؤخرًا، وبعد ثورة 30 يونيو، تعمقت العلاقات الثنائية بين مصر والسعودية؛ إذ أعلنت الأخيرة دعمها الكامل لمصر، بل أصبحت أحد أهم عوامل كسر العزلة التي تم فرضها على مصر وقتها. وأضاف شرابي: وتواصلت العلاقات حتى وجدنا تقارب وجهات النظر في ملفات كثيرة، مثل العراقوسوريا وليبيا، حتى الملف اليمني رغم بعض الخلاف حول توجهات الحل السياسي في اليمن. وتنطلق هذه العلاقات من مقولة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي «الأمن القومي العربي برؤية مصرية». وبناء عليه كان الحديث عن (مسافة السكة) إذا حدثت أي أزمة في الخليج العربي. وأيضًا كان التحالف الرباعي ضد دويلة قطر راعية تنظيم الإرهاب الإخواني. وأكد شرابي أن كل ما سبق يؤكد أن هذه العلاقات سوف تزداد في القريب العاجل، وخصوصًا بعد ترسيم الحدود البحرية في البحر الأحمر، وبدء التنقيب عن الغاز والبترول، وأيضًا مشروعات التنمية في شمال السعودية والربط الكهرباء، واتفاقيات تأمين الملاحة البحرية في البحر الأحمر. علاقات قوية وأسس راسخة فيما ثمَّن مجدي البدوي نائب رئيس اتحاد عمال مصر موقف المملكة العربية السعودية في 30 يونيو عقب الإطاحة بحكم الإخوان من مصر، معتبرًا الأمر ليس بجديد على المملكة، ولكن هي دائمًا تقف بجوار مصر. وفي الوقت نفسه تقف مصر بجوار شقيقتها السعودية في كل الأزمات. وأشاد بمقولة الرئيس عبد الفتاح السيسي «مسافة السكة» المقصود بها الدفاع عن الأمن العربي، وخصوصًا دول الخليج، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية. وأكد البدوي أن العلاقات المصرية - السعودية ضاربة في أعماق التاريخ منذ القدم، والتعاون المشترك في القضايا كافة، وعلى رأسها القضايا العمالية التي نجد تعاونًا منشودًا فيها من قبل السلطات السعودية. وتعد العلاقة بين الرياضوالقاهرة في تميز منذ عهد الملك المؤسس، وتتكامل في عهد الملك سلمان، رغم تصاعد أصوات الإعلام المعادي التي تعكر صفو أوجه التنسيق المرسوم بين عاصمتَي القرار العربي. فمنذ توقيع معاهدة الصداقة بين المملكة ومصر في عام 1926 والبلدان في تطور مستمر لعلاقتهما الضاربة في جذور التاريخ العربي. وقال البدوي إنه منذ وقت مبكر وقَّعت الرياضوالقاهرة على اتفاقية دفاع مشترك، وكان ذلك في عام 1955 بالعاصمة المصرية. ورأس الوفد السعودي آنذاك الملك فيصل. وبعدها بعام أعلنت السعودية التعبئة العامة لمواجهة العدوان الثلاثي على مصر، وكان من ضمن المتطوعين حينها في الجيش السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان. وقبيل تلك الأزمة أيضًا منحت المملكة مصر 100 مليون دولار لبناء السد العالي، وتبعتها أحداث عدة، كانت أبرزها في حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، وفيها تجلت التضحيات السعودية بوقف النفط. وأردف البدوي قائلاً: دائمًا التصريحات السعودية تؤكد أن أمن مصر من أمن المملكة، وبرز بشكل أكبر بعد ثورة 30 يونيو عام 2013م؛ إذ وقفت السعودية بقوة منددة بتذبذب المواقف الدولية من مصر، وكرست المملكة سياستها الخارجية حينها لحث الحكومات الغربية على الاعتراف بشرعية ثورة 30 يونيو وخارطة الطريق والاستحقاقات الثلاثة التي تمت بنجاح لتخرج مصر من الفترة الانتقالية إلى الاستقرار السياسي. الشعب المصري لن ينسى مواقف المملكة الداعمة ومن جانبه، أكد سيد عبد الغني رئيس الحزب الناصري أن العلاقة المصرية السعودية علاقة دولتين كبريين معًا، وأن المملكة العربية السعودية هي دولة بما تعنيه الكلمة من أرض للرسالة المحمدية، وأصبحت لها ثقل سياسي واقتصادي واجتماعي وديني في المنطقة، وله دوره مع مصر في الأزمات كافة بما يؤكد مكانتها، خاصة في تقريب وجهات النظر للحفاظ على المنطقة العربية، وحماية حدودها. وهذا في مراحل القوة. وكشف عبد الغني عن أنه حدث فيما سبق فتور في العلاقات بين البلدين ، وهذا الأمر كان دائما يؤثر بالسلب على المنطقة العربية، ويؤثر أيضًا على الدولة العربية الإقليمية. وهذه العلاقة في لحظات الاقتراب بين البلدين تقف في وجه المخاطر كافة التي تواجه المنطقة، وخصوصًا أطماع الدول الغربية في ثروات الأمة العربية. وهذا الأمر يتصدى للمشروعات الأمريكية في المنطقة العربية. وأكد رئيس الحزب الناصري أن الشعب المصري لن ينسى موقف المملكة العربية السعودية في 30 يونيو 2013 حينما تصدى الشعب المصري لحكم الإخوان وأطاح بهم، ووقفت السعودية ملكًا وحكومة وشعبًا بجوار مصر، ودافعت عن القرار المصري في المحافل كافة. ولعبت الدبلوماسية السعودية دورًا بارزًا في توضيح الموقف المصري الذي كان سببًا في تغيير وجهة نظر بعض الدول، إلى جانب أن السعودية علمت جيدًا أن هناك مؤامرة على مصر، ووقفت تدافع عن شقيقتها. وإن هذا الموقف له دور إيجابي كبير. وطالب عبد الغني الدول العربية بالاحتذاء بالعلاقات المصرية -السعودية حتى يتسنى لتكوُّن حلف عربي لمواجهة قوى الشر التي تريد تقسيم الدول العربية والمنطقة. ولقد كان لتحالف مصر والسعودية والإمارات والبحرين دور في وقف التآمر على المنطقة من قوى تحالفت مع الجماعات المتطرفة؛ الأمر الذي جعل تحالف الصهاينة يتراجع بشكل كبير في تخطيطه للسيطرة على مقدرات المنطقة العربية.