تستعد العاصمة المصرية القاهرة، اليوم، لاستقبال ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، ضمن جولته الخارجية التي تشمل عددا من الدول العربية، قبل توجهه إلى الأرجنتين للمشاركة في قمة العشرين، حيث يعقد اجتماع قمة مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لبحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والعديد من الملفات الساخنة بالمنطقة والتطورات على الساحة السياسية. ويرافق ولي العهد خلال زيارته لمصر وفد اقتصادي لتحقيق مزيد من التعاون بين البلدين ومراجعة ما تم إنجازه من قبل المجلس المصري السعودي المشترك، فيما تكتسب الزيارة أهمية استثنائية، في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة، حيث يناقش الجانبان تسوية الأوضاع في اليمن على ضوء قرارات الأممالمتحدة والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، كذلك تنسيق الجهود لمكافحة الإرهاب، ونتائج مناورة «درع العرب 1»، إضافة إلى مواجهة الخطر الإيراني، واستمرار تنسيق المواقف بين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب «السعودية ومصر والإمارات والبحرين»، تجاه قطر. وطن ثان رحبت رئاسة الجمهورية المصرية، فى بيان لها، بزيارة ولى العهد الأمير محمد بن سلمان، إلى مصر، مؤكدة «أنه سيحل ضيفًا عزيزا على وطنه الثانى مصر»، تأكيدًا على أزلية وعمق وقوة العلاقات التى تربطهما، حيث تعد كل مصر والسعودية امتدادًا طبيعيًا للآخر من الناحية التاريخية والبشرية والسياسية، وأن زيارة ولي العهد، تستهدف تعزيز العلاقات الثنائية فى مختلف المجالات، فضلًا عن تعزيز علاقات الأخوة والصداقة التى تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، إضافة إلى تنسيق المواقف تجاه عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، إن زيارة الأمير محمد بن سلمان لمصر ستتضمن عددا من الزيارات الميدانية للمناطق التي تشهد مشروعات تنموية من بينها سيناء، وستشهد عددا من المباحثات الثنائية، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية تضم أكبر عدد من المستثمرين في المنطقة، وهي أيضا أكبر دولة عربية تستقبل عمالة من الخارج. يذكر أن زيارة الأمير محمد بن سلمان الرسمية المرتقبة لمصر اليوم، هي الثانية له منذ توليه ولاية العهد، حيث زار مصر في شهر مارس الماضي، وعقد لقاء قمة بالرئيس عبد الفتاح السيسي تم خلاله بحث الأوضاع بالشرق الأوسط والتحديات التي تواجه المنطقة. أبرز الملفات توقعت مصادر دبلوماسية أن تشهد القمة السعودية المصرية، مناقشة مستقبل القضية الفلسطينية وفق المبادرة العربية التي تستهدف إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967، إضافة إلى مناقشة تدخلات إيران في شؤون دول المنطقة وكيفية تحجيمها. وذكر المراقبون أن ملف المقاطعة مع قطر سيكون من بين الملفات الساخنة التى ستطرح للنقاش خلال القمة، كذلك موضوع مكافحة الإرهاب وتوحيد الجهود للقضاء عليه بكل الصور، خاصة أن الرئيس عبد الفتاح السيسى كان قد عرض العام الماضى، خلال مشاركته فى أعمال القمة العربية الإسلامية بالرياض التى شارك فيها الرئيس الأميركى ترمب، استراتيجية شاملة لمواجهة خطر الإرهاب، من خلال تكثيف الجهود الدولية الساعية لوقف تمويل التنظيمات الإرهابية ومدها بالسلاح والمقاتلين وتوفير الملاذ الآمن لها. وأضافوا أن الزيارة ستشهد التأكيد على قوة وخصوصية العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، وحرص البلدين على تعزيزها في مختلف المجالات، فضلا عن أهمية تدعيم أواصر هذه العلاقات على كافة الأصعدة، بما يسهم في تعزيز التضامن العربي في مواجهة مختلف التحديات التي تواجه المنطقة.
العلاقات الاقتصادية
تحتل الاستثمارات السعودية المرتبة الأولى بين الدول العربية المستثمرة فى مصر، والمرتبة الثانية على مستوى الاستثمارات العالمية، كما قفز حجم التبادل التجارى بين البلدين خلال السنوات القليلة الماضية. ويأتى على رأس المشاريع المشتركة بين البلدين مشروع للربط الكهربائى وتبادل الطاقة بين مصر والسعودية، فى إطار منظومة الربط باستثمارات تبلغ 1.5 مليار دولار، ومشروع لإقامة جسر عملاق يربط مدينة شرم الشيخ المصرية، برأس حميد فى منطقة تبوك شمال السعودية، مما يتيح تأمين تنقل أفضل للمسافرين بين البلدين من الحجاج والمعتمرين والسياح والعمالة، إضافة إلى انتشار العمالة المصرية فى كل مناطق المملكة، حيث يشغل العاملون المصريون قطاعات حيوية، مثل الصيدلة والطب والمحاسبة والتعليم والإنشاءات والمقاولات، إلى جانب علاقات دينية وثقافية متميزة تتجسد فى التعاون فى مجال الأوقاف والشؤون الإسلامية.
رؤية 2030
حسب مراقبين، فإن مصر لاتنسى الدعم السعودى على مدار العقود الماضية، سيما في حرب أكتوبر 1973، وكذلك دعم المملكة للاقتصاد المصرى الذى قدمته عقب ثورة 30 يونيو 2013، مشيرين إلى الإعجاب المتزايد من قبل المصريين بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، صاحب رؤية 2030 التي تهدف إلى تحضير المملكة لمرحلة ما بعد النفط، متضمنة عدة برامج اقتصادية واجتماعية ظهرت بوادرها خلال الفترة الماضية من خلال العديد من المشروعات التنموية، بما فيها مشروع «نيوم»، وكذلك السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة وتوليها مناصب قيادية، فضلا عن حرص الأمير محمد بن سلمان تطبيق الإسلام الوسطى المعتدل المنفتح على العالم وعلى جميع الأديان وعلى جميع التقاليد والشعوب. وأشار المراقبون إلى مواقف الأمير محمد بن سلمان المشرفة تجاه مصر، وتأكيده المستمر على أن العلاقات السعودية المصرية صلبة وقوية ولا تتأثر بأي شكل من الأشكال، وأنه تاريخيا مصر والسعودية دائما تقفان مع بعضهما البعض في كل الظروف والأوقات، ولن يتغير هذا الشيء.