يعتقد الإعلام المعادي، وكذلك الإعلام الانتهازي- الذي لا زال يشن حملته المسعورة على المملكة - أن الأزمات، سواءً كانت إقليمية أو دولية يمكن أن تشوّه صورة المملكة أمام العالم، أو تهز الكيان السعودي، أو تؤثر في نسيجه الاجتماعي، أو تجعله عرضة للابتزاز السياسي. وهذا يمكن أن يكون في حال الدول الصغيرة، أو الهامشية، أو التي ليس لها حظ في المشهد الدولي، أو ثقل في الميزان العالمي، وهي معروفة لدى ذاك الإعلام وإن تظاهر خلاف ذلك. أما الدول الكبرى في حجمها، أو المحورية في منطقتها، أو المؤثرة بمكتسباتها على مستوى العالم، فالأزمات بالنسبة لها تجارب فرضتها ظروف معينة أو أحداث طارئة، وتضاف إلى رصيدها التاريخي، وسجلها الحضاري، كما تظهر بين طياتها حنكة قيادتها السياسية، وشجاعة قرارتها، وقوة علاقاتها الدولية، ووعي شعبها، وتماسك لحمتها، والمملكة العربية السعودية من هذا الطراز الرفيع. لقد فات على ذلك الإعلام المعادي أو الانتهازي أن الله كتب لهذه الدولة العريقة في تاريخها، والعظيمة في مكانتها، أن تكون المركز الحضاري للعالم الإسلامي، ومحور منطقة الشرق الأوسط، وعاصمة القرار العربي، والعمق الاستراتيجي للخليجي. هذا قَدَر السعودية، وهو قدر لم ولن تهرب منه، أو تتخلى عنه، بل تعتز به، وتحافظ عليه، وتمارس سياساتها وتتخذ مواقفها على هذا الأساس، وبلغة لا تليق إلا بالكبار، لذا هي لا تلتفت لنعيق غربان الإعلام، أو بعض الدوائر السياسية في الدول الوضعية أو الصغيرة أو الهامشية. هذا التميز في الاعتبار والشموخ بالمواقف جعلها في وجدان كل مسلم، وفي قلب كل عربي، وفي عين كل خليجي. وهي محط أنظار العالم، فالشرفاء منه يقفون احتراماً لها، وثقةً بدورها، والخبثاء لا يملكون إلا محاولة تشويه صورتها، ومواصلة استهدافها، الذي لا يزيدها إلا قوة وصلابة. كما أن تلك الأزمات تكشف إلى أي حد تلتهم النار نفوس الحاقدين والحاسدين، وهم يرون سفينة المملكة تمخر عباب الأحداث بسارية عالية، وأشرعة شامخة، وقيادة راسخة. وكأنها تكتب على مرافئ الأمان بيت الشاعر العربي: ودام عزك ياوطني.