مهما بلغت أزماتها، ومهما تكالبت عليها الهجمات فالمملكة العربية السعودية دولة لم يشهد تاريخها أن خضعت أو استجابت لأي ضغوطات مهما كانت ومن أيٍ كانت فمواقفها لا تحيد ومبادئها راسخة وقوتها السياسية يشيد بها العدو قبل الصديق. للمملكة ثقل سياسي ومكانة اقتصادية عالمية وريادة عربية وإسلامية تجعل أي تهديد أو ضغوطات تمارس ضدها ترتد على العالم بأسره وتعصف باقتصاده وتؤثر على سياسته تأثيراً مباشراً، إنها المملكة التي لا تقبل التهديدات والإملاءات ومن يحاول مصادمتها يجدر به التراجع عن مواقفه فورا أو تغيير لهجته، فالمملكة تحكمها سلالة عبدالعزيز ذلك الهمام ابن الصحراء الذي أسس دولته على الجلد والمشقة منذ كانت صحاري جرداء حتى أصبحت أنموذجا للتقدم والتطور، دولة بهذه العزيمة والصبر والتحمل والكرامة لا تثنيها التهديدات أو التلويح بعقوبات مهما تعاظمت وأياً كان مصدرها.. ولن تقبلها! ردت المملكة على التصريحات الأمريكية بالعقوبات المستندة على اتهامات زائفة في ما يتعلق بقضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي بأنها سترد بأكبر منها ومن يحاول الإضرار بنا وبمصالحنا سيواجه الضرر نفسه، فأي فخر وأية عظمة في هذا الرد المبهج الذي ينضوي على كرامة وعزة وشموخ يليق بهذا الكيان العظيم دولة وحكاماً وشعباً! في هذه الأزمة التي تواجهها المملكة أثبت الشعب السعودي التفافه حول دولته وقيادته ودفاعه المستميت عن وطنه فكان وزارة دفاع بأكملها في كلماته التي كانت كالقنابل لكل من حاول المساس بوطنه، وكان وزارة إعلام ناطقة بتصديه لكل فبركات وأقاويل المرجفين وتفكيكه لأكاذيب الإعلام المتحامل والهجوم المسعور على وطنه! حفظ الله وطننا شامخاً بقيادته الحكيمة وشعبه الوفي وسيادته التي لا تخضع، وحفظ لنا الأشقاء الذين وقفوا بكل نبل ومروءة وكفانا الله شر كل مرجف وحاسد.