أصدر الصحفي الأشهر، بوب وودوورد، كتابا عن الرئيس ترمب، وسوف يصدر الكتاب يوم الحادي عشر من هذا الشهر، والصحفي وودوورد، هو الذي كشف عن فضيحة تجسس الحزب الجمهوري على الحزب الديمقراطي، قبل انتخابات الرئاسة لعام 1972، وهي الفضيحة التي تطورت مع مرور الوقت، وأطاحت في نهاية المطاف بواحد من أفضل رؤساء أمريكا وأكثرهم تجربة، الرئيس ريتشارد نيكسون، الذي خدم في الكونجرس، ثم نائبا للرئيس الجنرال، ديويت ايزنهاور 1953 - 1961، وكان من الممكن أن تتم لملمة الفضيحة، لو لم يرتكب نيكسون أخطاء فادحة، مثل ما حصل في تلك الليلة المشؤومة، التي أطلق عليها اسم «مجزرة ليلة السبت»، وذلك عندما عزل نيكسون وزير العدل، ثم عزل نائب الوزير، عندما رفضا عزل المحقق الخاص في قضية ووترقيت!. كان الصحفي بوب وودوورد، عندما كشف عن فضيحة ووترقيت، صحفيا مغمورا في جريدة الواشنطن بوست، ثم أصبح بعدها نجما لامعا، وحظي بشهرة عالمية، جعلته يصبح مؤلفا محترفا، ومن يتابع تغطيات الإعلام الأمريكي لكتابه الجديد عن ترمب، والمعنون ب:» الخوف: ترمب في البيت الأبيض»، يلحظ أن التركيز ينصب على المؤلف أكثر منه على محتوى الكتاب، لأن هذا الإعلام المنحاز ضد ترمب، يعلم أن اسم بوب وودوورد، يرتبط في المخيلة الشعبية الأمريكية بفضيحة ووترقيت، أو باستقالة الرئيس نيكسون، قبل بدء إجراءات عزله، وبالتالي يريد الإعلام، حسب قراءتي، أن يرسل رسالة مبطنة، فحواها أن مشاركة هذا الصحفي الشهير في معمعة الحرب على ترمب، تعني أن الأخير أصبح في مرحلة تشبه المرحلة التي بلغها الرئيس نيكسون قبل استقالته!. الكتاب الجديد عن ترمب ليس بدعا، فقد سبقته كتب كثيرة، ولكن أهمية هذا الكتاب تنبع من اسم مؤلفه، بوب وودوورد، الذي يملك شهرة واسعة، ومصداقية عالية لدى معظم الشعب الأمريكي، وغالبا تلاقي مؤلفاته قبولا واسعا، وتتصدر أعلى الكتب مبيعا، كما لا يجب أن نغفل توقيت صدوره المريب، أي قبيل الانتخابات النصفية، التي يطمح الديمقراطيون أن يفوزوا من خلالها بأغلبية الكونجرس، وبالتالي تصبح لهم اليد الطولى على ترمب، فيما لو حاولوا عزله من الرئاسة، ولا شك أنه سيكون لهذا الكتاب دور في نتائج هذه الانتخابات، نظرا لما احتواه من تسريبات خطيرة، وما كتبه المؤلف من مزاعم، ونظرا لأهميته، فسنواصل الحديث عن محتواه في المقال القادم!.